في أعقاب الانتقادات المتواصلة لطرق التحقيق التي كانت الاستخبارات الأمريكية CIA اتبعتها مع المشتبه بهم، مثل الإيهام بالإغراق، ونقل المحتجزين إلى دول يمارس فيها التعذيب. وافق الرئيس الأمريكي باراك أوباما على إنشاء وحدة تحقيق خاصة بقضايا الإرهاب تتبع مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI. ويمثل إلحاق وحدة التحقيق في قضايا الإرهاب بمكتب التحقيقات الفيدرالي، عوضاً عن الاستخبارات المركزية، نقطة تحول في سياسة الولاياتالمتحدة الأمنية، بناء على توصيات من لجنة شكلها أوباما بعد وقت قصير من توليه السلطة في يناير الماضي. صحيفة «نيويورك تايمز» أوردت ان وزارة العدل الأمريكية دعت إلى فتح التحقيق في العشرات من قضايا الانتهاك التي تعرض لها معتقلون يشتبه في تورطهم بالارهاب.وهي توصية قد تؤدي بحسب الصحيفة الى مثول عملاء بالاستخبارات الأمريكية وعناصر أمنية خاصة أمام القضاء على خلفية معاملتهم لأولئك المعتقلين. المقرر ان تنشر وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية سي آي ايه مقاطع سرية كانت قد تكتمت عليها من تقرير حول ممارسة عملائها التعذيب في حق المشبوهين بالارهاب ،ووصفت نيويورك تايمز تلك المقاطع بأنها ستبين كيف ان الوكالة استخدمت اساليب مثل التهديد بالإعدام والتهديد باستخدام آلة حفر كهربائية لبث الرعب في انفسهم. مصدر رفيع في الإدارة الأمريكية، قال إن الوحدة الجديدة، سيشرف عليها مجلس الأمن القومي، وستحقق في قضايا ذات صلاحيات متعددة بين وزارة الدفاع والاستخبارات وقوى فرض الأمن في البلاد،وبحسبه فإن وزارة الخارجية الأمريكية سيكون لها دور بارز في نقل المشتبه بهم إلى دول أخرى للاستجواب، والتأكد من أنهم لن يتعرضوا للتعذيب في تلك البلدان. الاثنين الفائت أعلن عن تقرير أعده المفتش العام لCIA عام 2004 لم يصدر بعد، لكن محكمة أمريكية في نيويورك أقرت إصدار طبعة منقحة منه كجزء من دعوى قضائية رفعها اتحاد الحريات المدنية الأمريكي. التقرير يكشف استخدام تقنيات تعذيب لانتزاع الاعترافات من المشتبه بهم في قضايا الإرهاب مثل تمثيل عملية إعدام لمحاولة إخافة المعتقلين ودفعهم إلى الاعتراف والإدلاء بمعلومات. سجانو وكالة المخابرات استخدموا هذه الأساليب التي وصفها مسؤول لصحيفة واشنطن بوست كتهديد بالإعدام مع عبد الرحيم الناشري، حيث شهروا مسدساً ولوحوا بآلة حفر قربه لجعله يدلي باعترافات. واعتقل الناشري في نوفمبر 2002 واحتجز اربع سنوات. وذكرت الصحيفة ان الناشري كان احد ثلاثة من زعماء القاعدة تعرضوا فيما بعد لأحد اشكال الإيهام بالغرق المثير للجدل. كان خبر موسع نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الأحد،بين أن تقرير CIA يوفر تفاصيل جديدة بشأن "إساءات" وقعت داخل السجون السرية التابعة للوكالة، بما في ذلك قيام ضباط في الجهاز الاستخباراتي الأمريكي بتنفيذ عمليات إعدام وهمية وتهديد واحد من المعتقلين على الأقل بالمسدس وبمثقاب. مستندات حكومية أمريكية نشرت في مارس الماضي كشفت أن وكالة الاستخبارات المركزية أتلفت 92 شريط فيديو تصور استجواب اثنين من قيادي تنظيم القاعدة: أبوزبيدة وعبدالرحمن الناشري، باستخدام تقنيات منها "الإيهام بالغرق"، التي يصفها البعض بأنها ضرب من التعذيب.