الاستراتيجية الجديدة التي أعلنها أوباما رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية تجاه افغانستان في بداية شهر ديسمبر وبالتحديد في ال3من ديسمبر لا جديد لها..لأنها استراتيجية تعتمد على القوة وتقوم على دفع المزيد من القوات الأمريكية والأطلسية إلى أفغانستان، وبما يتبع ذلك من زيادة في التكاليف النقدية والمادية والعسكرية التي سيتحملها الشعب الأمريكي لتزداد معاناته، وصعوبات حياته المعيشية. هذه الاستراتيجية حين نقول إنها ليست جديدة...فذلك لأنها هي الاستراتيجية التي تعاملت بها الولاياتالمتحدة وحلف الأطلسي منذ بداية الحرب في افغانستان...لكن الجديد فيها هو إعلان «أوباما» أنه سيعمل على البدء في تسليم الدولة الأفغانية تدريجياً العمليات الأمنية منطقة بعد أخرى، ابتداء من العام «1102م» تمهيداً لانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان. طبعاً «أوباما» لم يكن يمتلك أي جديد...وكل الذي أعلنه «الاستراتيجية» ليس سوى ما وضعته له إدارته السياسية والعسكرية ،والاستخبارية التي تحرص على استمرار الحرب في افغانستان.. كونها تعيش دائماً على الحروب،فقد كونت نفسها ورسمت حياتها وفقاً لمداخيل عالية وكبيرة ومبالغ فيها لايمكن تغطيتها إلا باستمرار حروب الولاياتالمتحدة في الخارج، وذلك وفقاً لإرادة ورغبات شركات النفط، وصناع وتجار الأسلحة والمستلزمات العسكرية، وكذا الشركات المتعهدة بتغذية الجنود، وشركات البناء..لأن هؤلاء هم المستفيدون من وراء الحروب ومكاسبهم تكون ضخمة. الاستراتيجية لاتتعلق بالعراق..مع أن حال القوات الأمريكية يرثى له، وليس كما كان متوقعاً «أن ذهابهم إلى العراق لن يزيد عن نزهة» لكن الأمر أصبح لهم ورطة ضاعفت من ورطة أفغانستان..فكل الحملات، والعمليات العسكرية الاستراتيجية في افغانستان فشلت في إضعاف طالبان، والقاعدة، الذين يسيطرون اليوم على نحو ثلث الأقاليم الأفغانية، ويصلون في عملياتهم إلى داخل عاصمة الدولة «كابل». «أوباما» وقع في ورطة..ليس له ناقة ولا جمل فيها..ولا يملك القدرة،أو قوة اتخاذ قرار بإخراج بلاده من هذه الورطة..لا من افغانستان ولا من العراق...لأن القوى الأمريكية المستفيدة من ذلك هي التي تريد ذلك، وهي قوى تملك القرار بيدها، رغم أنه لاعلاقة له بمصلحة الشعب الأمريكي وأمنه..بقدر ما يهمها تحقيق أطماعها الاستعمارية والابتزازية، وتكديس الثروة العالمية بيدها. مايزيد من ورطة «أوباما» الأزمة المالية التي عصفت بالاقتصاد والمؤسسات النقدية الرأسمالية في أمريكا والغرب وعصفت أيضاً بالاستقرار والأمن الاجتماعي...وباستراتيجيته سوف يزيد من الأزمة المالية الاقتصادية التي مازالت حتى اليوم تعصف بالبنوك والشركات الأمريكية ومازالت تعصف بمئات الآلاف من الأمريكيين من وظائفهم..ليزداد الوضع الداخلي الأمريكي سوءاً وتدهوراً يتحمل وزره «أوباما» أمام الشعب الأمريكي. إن حرب العراقوأفغانستان ماضية في استنزاف الولاياتالمتحدة والغرب ولن ينتصروا فيها، وستظل كذلك حتى يسقط النظام الرأسمالي مالم يتيقظ طامعوه،ويعودوا عن فرض اجندتهم بالقوة على العالم..لأن ذلك يفاقم من العداء العالمي لهم.