المتأمل إلى خطاب الرئيس/علي عبدالله ، يرى ذلك البعد الأخلاقي في الدعوة إلى التوحد الذي تقتضيه ظروف الواقع العربي، ومظاريف الواجب الديني الداعي إلى لم الشمل وتجاوز حقب التشظي. قال تعالى:{واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}. فما نعلمه جميعاً بأن الاعتصام يعني التوحد، والتوحد يقضي القوة، والتنازع يعني ذهاب معانيها ! لذا جاءت مبادرة اليمني بمشروع الإتحاد العربي، علها تعيد لصورة المشهد العربي ألوانها ولأحرف الأمة العربية معانيها، أو قل معاني سيادتها. فالسيادة لا تكون بالنزعة الذاتية للدول، كما إنها لا تتحقق بالاستقلالية لاعتبارات كثيرة منها التركيب الأثنوغرافي للأمة.. من لغة، جغرافيا، تاريخ، ظروف محيطة وهذا ما ركزت عليه كلمة الأخ الرئيس في قمة سرت.مما يعني بأن على الدول العربية أن تستجيب لأمر الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام حين قال:"إذا كثرت الفتن فعليكم باليمن". للجميع نقول: ها هي الخارطة العربية مترعة بالفتن، هاهو الحديث الشريف يشير إلى اليمن ها نحن كيمنيين نستدرك واجبنا تجاه الأمة في ظل هذه الفتن مقدمين مشروع الإتحاد العربي. كمشروع إنقاذ.. لا نقول أقتضته بل أرتضته الحكمة اليمانية وصاغته إيادي الإيمان. فما على الأمة العربية سوى إدراك موقعها من مشروع الإتحاد وحديث الرسول الكريم، وواقعها الراهن.. قبل أن يأتي اليوم الذي لن يرتأب الصدع إلا بجسد الأمة، ولا ندري حينها بعد أن يدفن جسد الأمة ما الذي سيبقى من وجودنا. لكل قلبي الوطن