كم هي بصيغة الماضي في اللغة والمقصود هو أنه لن تبقى لنا ثروة سمكية بعد اليوم، فقد دمرت سفن الصيد الأجنبية ثروتنا السمكية، وهذا الكلام قاله قائد الشرطة البحرية العقيد محمد السنحاني في اتصال عبر الفضائية اليمنية يوم الخميس الماضي مؤكداً أن تلك السفن وبعضها عربية قد مارست كل ما يندرج في نطاق جرائم الإبادة للأحياء البحرية على طول المياه الإقليمية اليمنية.. وبذلك لجأ الصيادون اليمنيون بقواربهم الصغيرة والمتوسطة للانتقال بحثاً عن الرزق في المياه الدولية فصادهم الاريتريون والسفن المتواجدة في خليج عدن والبحر الأحمر وبلغ عدد القوارب اليمنية التي صادرها الاريتريون وحدهم منذ عام 95م أربعة آلاف قارب وأخذ ما فيها من شحنات وأموال ومصادرة الأحدث والأغلى منها وكان مجموع قيمتها وقيمة الأسماك بمتوسط مليونين إلى أربعة ملايين ريال. وقال إن الوضع ما زال قائماً في التعدي على الثروة السمكية اليمنية واحتجاز الصيادين وقواربهم وأدواتهم وأيّده في ذلك رئيس جمعية الصيادين الذي كان متواجداً في الاستديو المباشر واصفاً الوضع بأنه خطير، والأخطر منه السكوت المريب من قبل السلطات المعنية وفي مقدمتها وزارة الثروة السمكية رغم الشكاوى الكثيرة والاتصالات لنجدة وحماية الصياديين اليمنيين الذين تمخر سفنهم مياه البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي بدعوى مكافحة القرصنة . إن خمسة عشر عاماً من القرصنة والإرهاب ضد اليمنيين تعني مليارات الدولارات التي خسرناها وثروة بادت ومن غير المحتمل تعويضها في سنوات مماثلة في ظل هذا العمل التخريبي الأجنبي في مياهنا وحدودنا البحرية وضبابية التعامل بالمثل مع القراصنة ودولهم كما تفعل الدول الأخرى لحماية وتنمية ثرواتها الوطنية وخاصة الأسماك التي تشكل جزءاً مهماً وشبه رئيسي من الغذاء مع تفاقم أزمة اللحوم والغذاء بوجه عام.. فقد كنا نسمع عن نشاط ياباني ثم تلاه نشاط صيني في هذا المجال إلى أن قامت دول أخرى مثل الهند وتايلاند وكوريا الجنوبية وإيران بمحاكات الدول التي أرسلت سفناً حربية بمهمات مزدوجة من بينها التلويح بالقوة ضد من يعترضون على عملها ووجودها في مياهنا وخطف غذائنا وأبنائنا ومواطنينا لأن السواحل الصومالية باتت تحت حماية القراصنة من أبناء تلك البلاد والذين بسبب نشاطهم في خطف السفن والناقلات خارج حدودهم البحرية تواجدت سفن كثيرة بأعذار ومسميات لم يزدد معها القراصنة الصوماليون إلا قوة وانتشاراً باعتراف الجميع بأنهم أصبحوا قوة ضاربة لديها الملايين من الدولارات التي تدفعها الدول كفدية لسفنها وبحارتها.