نحن أمة تعظم كل الأمم.. نحب أهل الشرق جميعهم من الصين واليابان حتى بومباي وكلكت.. نحن أيضاً نحب أهل الغرب بما فيهم الطليان والانجليز والألمان من غير المبشرين بالسيد المسيح أو بالنظام العالمي الجديد ,لانشترط شيئاً في حبنا لهم سوى احترام ديننا وهويتنا واحترام تاريخنا وتراثنا.. نحن نحبهم جميعاً نسائهم مع الرجال ماداموا لايؤذننا في عقائدنا أو يفرضو علينا ثقافتهم أو يغروننا بأن نلبس لبسهم ونأكل أكلهم ونسهر مسهرهم كنا نتمنى على أصدقائنا من أهل الشرق والغرب أن يغروننا أن نبدع مثلهم ونتقن أعمالنا مثلما يفعلون أن يغلقوا أمامنا نوافذ لهوهم ومجونهم ويفتحوا أمامنا نوافذ الجد والاتقان والاجتهاد.. كان ذلك وحده كافياً أن يجعلنا نشعر أنهم على خلاف اسلافهم من الذين ناصبونا العداء لأننا مسلمون وواجهوا خرابهم نحو صدورنا في فلسطين والشام واليمن لأننا لم نقبل الرضوخ لمشيئتهم في أن نصبح عبيداً أو على الأقل أتباعاً أذلة يسوقننا بالعصا ويغذوننا بفتات العيش ويطعموننا الجزر كأننا أرانب لا وظيفة لها ولاهدف إلا أن تسمن وتذبح!! بالله عليكم ماقيمة الصداقة أن لم تكن متكافئة؟ وماقيمة أن يزورنا ضيوف جاءوا من أقصى الشمال ليصدوا هيافة نسائنا وغرام رجالنا؟! فيرفعوا تقاريرهم عنا كما لو كنا قطيع من (الهمج) قد جهلنا تاريخنا ونسينا تراثنا وعومنا هويتنا وماقيمة أن نسمعهم أو نسمعهن يقولون: انتم شعب عظيم في حين أننا لانعلم أننا عظماء في ماذا؟1 ربنا يستر.. نعم نحن عظماء في ماذا؟ في التفاهة لاسمح الله؟ في الجهل؟ في الغفلة؟ في التخلف ؟ ففيماذا نحن عظماء؟ بينما نحن نصف عيونهم فيالها من عيون جميلة زرقاء ويالجمال شعرهم الأشعر الذهبي ويالهم من أناس متواضعين يجلسون معنا في مجالس القات ومجالس الغيبة والنميمة فلا يتاففون ولايضجرون ,بل نجدهم يكاد الفرح يقتلهم من شدة الابتهاج بسلوك أمة فقيرة معدمة وجاهلة ومتخلفة ومع ذلك لايجدون من يقول لهم انهضوا خيب الله هذه الجلسات التي لاتعود بالنفع على أحد.. بل أن مثل هذه الجلسات الرجالية والنسائية على حد سواء هي من أسوأ ما افرزته عادات وتقاليد الأمم المتخلفة.. ومع ذلك فإن زوار الليل أ, النهار من الأوروبيين يفرحون ويفتبون أن يشاركوا بساعة من التفاهة لاتغيرهم شيئاً ,بل هي تسير في اتجاه تحقيق مخططاتهم عندما نظن في مجالسنا ونعلن للملاء أن الأوروبيين قد أعجبوا ايما اعجاب بهذه الجلسات وقرروا أنها والله هي أعز مايتمنونه ويرجونه لامثالنا وياليتنا نعلم بعد أن نفيق أن هذه المجالس هي الحالقة للدين والدنيا والآخرة أما الذين يأتون إلى بلادنا لهذا الغرض فلابد أن يعلموا أنه ليس لدينا فراغ عقدي وليس هناك مشكلة دينية حتى يأتوا ليدلوا دلوهم في حلها ولأن الغربيين أمة متحضرة فإن عليهم أن يعلموا أن للضيف حقوقاً عند مضيفه وعليه واجبات.. فقد علمنا الإسلام أن نكرم ضيوفنا ونحسن وفادتهم وننزلهم منازلهم ونحافظ على حياتهم كما نحافظ على حياة أبنائنا وأسرنا وأنفسنا وأن لاننكث عهداً ولانخون أمانة وأننا لسنا مثل اليهود الذين يظنون أنه يحل لهم أن يغشوا غير اليهودي ويخدعوه ويكذبوا عليه بل ويسفكوا دمه أن رأوا ذلك فيه مصلحة لهم.. المسلم لايغرز بمسلم ولابغير مسلم فالغدر عندنا حرام والكذب حرام والخيانة حرام فبماذا تبشرون إذاً إذا كان ديننا بحثنا على التمسك بالأخلاق الحميدة وينهانا عن الرذائل بكل أنواعها وألوانها؟ وإن ما تردنه من ترد في واقع المسلمين ليس من الإسلام في شيئ وإنما هي أمور استحدثها الأفراد والجماعات وهي في معظمها لاتمت للإسلام بشيء وإنما هي اهواء ونزعات شيطانية ساهمت في ترسيخها الثقافات المستوردة من الشرق والغرب والجنوب والشمال فكل خصلة حميدة ترونها فينا فهي من الإسلام وكل سلوك راقٍ أو ذوق رفيع ترونه فينا فمصدره الإسلام.. أما ماترونه من جنوع وخمول وتواكل وتعاضض وتنافر وحقد وشحناء وضعف وهزال في اجسانا وعقولنا واقتصادنا ومعيشتنا فهي كلها أمراض نفسية واجتماعية وسلوكية اصطنعناها من لون أنفسنا وكان الشيطان والثقافات المستوردة ممن شاركوا في ساعدتنا للسير نحو الضعف والانحطاط!!! فماذا تبشرون؟ ليس في بلادنا الإسلامية والعربية منها على وجه الخصوص من يزعم أن هناك خلاً أو نفعاً فيما جاء به الإسلام من قوانين وسنين وأنظمة صالحة للحياة في كل زمان ومكان ماعدا قلة قليلة من العلمانيين الذين استوعبوا ثقافة خصوم الإسلام ولايعلمون شيئاً عن تاريخ أمتهم وثقافتها وفقهها وعلومها.. درسوا على أيدي خصوم الإسلام في الشرق والغب ,ثم عادوا إلى بلدانهم لينظروا فينسبوا للإسلام ماليس فيه من القبح وينسبوا للحضارة الغربية ماليس فيها من الجمال.. سامحهم الله وهداهم وعفى عنهم.. وفي اليمن على وجه الخصوص لاتوجد (فوبيا) في تعاملنا مع الأجانب.. فهل يليق بالضيف الأوروبي الذي نستقبله في بيوتنا بمودة واكرام أن نجده يمازح أطفالنا ويضع القبعة فوق رؤوسهم وكأنه يشعر بأنه يؤدي واجباً مقدساً وهو يخلع العمامة من فوق رأس طفل لايتجاوز عمره الثانية عشر ليضع مكانها قبعة انيقة ثم يقول له (يو آر اسمارت ناد) يعني صرت الأن وسيما أليس كذلك .. وللموضوع بقية