أن يكرم الإعلاميون في بلادنا, فتلك محمدة لمن يبذلون جهوداً طيبة إزاء الوطن بالكلمة والحرف والموقف المسئول وهو موقف يحسب للحكومة ونقابة الصحفيين, إن كانت قد أسهمت حقيقة بإيصال من يستحقون التكريم. وعندما يكرم هذا العَلَم أو ذاك, إنما يكون لموقفه ونضاله الذي أفنى فيه معظم حياته, ويكون التكريم هذا دلالة على نبض الشارع المثقف والعادي, لأنه يفهم ويعلم عن هذا أو ذاك, ويستطيع أن يقول: برافو هنا, لاستحقاق فلان من الناس للتكريم, والعكس صحيح هناك لمن لم يستحقه, ولانجزم بأن التكريم قد جانب الحقيقة! ولكننا بهمسة عتاب نهمس بها لمن يعنيهم الأمر, مذكرين إياهم بأعلام برقت ولمعت وذاع صيتها, وسجّلت بأقلامها وفكرها وحضورها أنصع الصفحات والمواقف, إنْ على مستوى الصحافة أو الإذاعة او التلفزيون.. ومازال إرث بعضهم ماثلاً لنا وسجلاً نستقرىء منه العبر والحكم على مجريات الحياة.. وهلم جرّاً.. نذّكر القائمين على التكريم بأن الأستاذ /جعفر مرشد ذا الخامسة والستين عاماً والذي يعاني فقدان البصر في إحدى عينيه الغاليتين وفقدان أم العيال في العاشر من هذا الشهر، وهو صاحب إرث وسجل حافل وذاكرة عدنية يمنية تختزن الكثير والكثير، وجليس أُنس ومثاقفة لايشق لها غبار.. إن هذا العلم اليوم وهو يعيش مأساتين معاً.. لم يلتفت إليه أحد كنوع من رد الجميل خاصة وأنه قد أجرى عملية للمعدة ولإحدى عينيه، وتراكمت عليه الارزاء ليجد نفسه وحيداً والله المستعان! إذن.. هل نترك جعفر مرشد إن كان قد جانبه التكريم، أم هل نهبُّ، ومعنا الجهات الحكومية على الأقل في وزارة الإعلام والمحافظ الجفري والمجلس المحلي، و(عدن) الفضائية التي عمل بها، والإذاعة التي كان مستشاراً لها، هل يهبوا لنجدة الرجل وهو على فراش المرض، لكي ينقذوا مايمكن انقاذه من العلم الكبير والفريد في عصره؟! أيها السادة، كل يوم نفقد علماً، والصمت يلفنا جميعاً والحاجة طغت علينا لتنسينا الأهلين والأحبة، فمن كان لأهله كان الله في عونه، ومن لم يكن له اهل، فالله وليه ولن ينساه الناس الطيبون. وسلامات للهامة العالية والعالية.. جعفر مرشد.