كتب معاوية إلى أم المؤمنين عائشة, رضي الله عنها, يقول لها: اكتبي لي كتاباً توصينني فيه ولا تكثري. فكتبت تقول: “من عائشة إلى معاوية, سلام عليك.. أما بعد.. فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من التمس رضا الله بسخط الناس; كفاه الله مأونة الناس, ومن التمس سخط الله برضا الناس; وكّله الله إلى الناس، والسلام عليك”. دخل “ابن السماك” الحكيم العالم الورع على الخليفة هارون الرشيد, فقال له: عظني يا ابن السماك وأوجز. أجاب: كفى بالقرآن واعظاً يا أمير المؤمنين. فردّ الرشيد مرة أخرى: عظني. وأتى بماء يشربه, فقال له ابن السماك: يا أمير المؤمنين لو حبست عنك هذه الشربة; أكنت تفديها بملكك؟!. قال: نعم. قال ابن السماك: ولو حبس عنك خروجها أكنت تفديها بملكك؟!.. قال: نعم. قال ابن السماك: فما خير من ملك لا يساوي شربة أو بولة؟!. ارتجّ على الرشيد وأخذه الرعب وانتهى إلى الإذعان, وقال: يا ابن السماك: ما أحسن ما بلغني عنك؟!. قال: يا أمير المؤمنين، إن لي عيوباً لو اطّلع الناس منها على عيب واحد ما ثبتت لي في قلب أحد مودة، وإني لخائف من فتنة الكلام، وفي السر العزة. وقال أبوجعفر المنصور لعمرو بن عبيد: عظني يا أبا عثمان. فأجابه: يا أمير المؤمنين, إن الله أعطاك الدنيا بأسرها, فاشتر نفسك من الله ببعضها، هذا الذي أصبح في يديك لو بقي في يد من كان قبلك لم يصل إليك. قال المنصور: أبا عثمان أعني بأصحابك. قال: ارفع علم الحق يتبعك أهله. حفظ اللسان اجتمع قس بن ساعدة وأكثم بن صيفي, فقال أحدهما لصاحبه: كم وجدت في ابن آدم من العيوب؟!. فأجابه: هي أكثر من أن تُحصر, وقد وجدت خصلة إن استعملها الإنسان سترت العيوب كلها. قال: وما هي؟. قال: حفظ اللسان. [email protected]