على افتراض أن الولاياتالمتحدة صادقة في إنهاء احتلالها للعراق بسحب قواتها العسكرية ..ماعدا مجموعات صغيرة ستبقى كخبرات لتدريب وتأهيل الجيش والأمن العراقي.. نعم على افتراض أن الإدارة الأمريكية صادقة..وتم الانسحاب..كيف سيكون الوضع في العراق؟ وهل توجد دولة مؤهلة لحكم العراق وإدارته؟!. ليس من شك أن قيام الولاياتالمتحدة بغزو العراق في 2003م، واحتلال وإسقاط نظامه السياسي القائم، وحل الجيش والأمن والحكومة العراقية يعد عدوانا واحتلالاً لا يقل أبداً عن غزو العراق للكويت، والمجتمع الدولي كله ضده، تماماً كما كان ضد غزو العراق للكويت ..وكان المفترض أن يقف المجتمع الدولي مع العراق عملياً، وليس نظرياً ضد الغزو، والعمل على تحرير العراق بالقوة.. لكن المجتمع الدولي كان أعقل من أن يواجه رغبة الإدارة الأمريكية((وهي رغبة مجنونة)) لرئيس وفريقه عندهم من الجنون ما يكفي لإشعال حرب عالمية ..والعالم غني عن حرب كونية سوف تدمر البشرية..ووجدوا أن يُدَّمر القطر العراقي دولةً وحضارةً..بدلاً من تدمير العالم..ومع ذلك وجد الأمريكان مالم يتوقعوه من المقاومة المسلحة ليقرروا الانسحاب. دوائر كثيرة عالمية وسياسيون ومفكرون يؤكدون أن إعلان انتهاء العمليات العسكرية الأمريكية، وانسحاب القوات العسكرية من العراق ليس إلا وهماً.. لأن المشروع الأمريكي في العراق لم ينجح بإقامة الدولة البديلة للدولة التي دمّرت ..وكل ما قام به لا يزيد عن نظام طائفي تحت وطأة الاحتلال الأمريكي ..وها هو يفشل بتشكيل حكومة عراقية بعد مرور أشهر على الانتخابات.. هذا النظام انعكس على ولاء وانتماء العراقيين..فصار الولاء للطائفة،والمذهب، والعشيرة، والقبيلة،والعرق بدلاً من الولاء للعراق الذي يسود في ظل الدولة الوطنية التي تقوم على القانون والمواطنة المتساوية..بعكس الدولة الطائفية التي تقوم على الاستقواء والاحتماء بالانتماءات الضيقة..وهذه الكيانات الضيقة ترتبط بقوى خارجية إقليمية ودولية تتنازع مصالحها في العراق. والمشكلة أن كل القوى ذات العلاقة بالقوى الطائفية في العراق بما فيها الولاياتالمتحدة فشلت ولعدة أشهر أن تتوافق على حكومة عراقية ..لتبقى العراق دون حكومة , وذلك خطر كبير قد يؤدي إلى مواجهات أهلية، وتمزق العراق بين الطوائف والمذاهب والأعراق حتى تظهر قوة تتمكن من التغلب على القوى الضيقة..وتعيد بناء الدولة الوطنية التي ينضوى العراقيون تحت لوائها..ولكن متى يكون ذلك؟! دعونا ننتظر الإجابة.