تخطيط المدن اختصاص علمي قائم بذاته، ومن المعلوم أن مدن اليمن لم تقم – حتى الآن – دون تخطيط علمي مما يجعل أي ارتباك في السير يحدث ازدحاماً يضيع معه الوقت وتضيع معه الأخلاق إلى درجة أن واحداً رأيته يلوّح بالمسدس ضد سائق باص صغير اعتقد أنه وقف أمامه من باب التحدي مع أن التوقف تم لانتهاء البطارية!!. إن توقف سيارة في الطريق يصنع أزمة، خاصة إذا كانت الطريق وسط حارة داخل المدينة.. ويلاحظ أحياناً أن وجود بعض رجال المرور قد يضاعف الأزمة، لتتوقف حركة السير نهائياً، فلا ينفع أي إجراء بعد ذلك. لنسمّ الأشياء بأسمائها، فالرشوة ربما شكلت نسبة كبرى لعرقلة السير داخل المدن الرئيسة... والبلدية، أو المرتشون داخل البلدية هم السبب. فبإمكانك أن ترى الشوارع داخل المدن الرئيسة "صنعاء، تعز، عدن، إب" سوف تلاحظ أن الشارع يمشي مستقيماً ولكن يتقطع فجأة، لترى بيتاً، أو محلاً تجارياً. فصاحب هذا البيت إما قدم رشوة أو صاحب نفوذ.. ومن كذب جرب، فالبيوت والمحلات التجارية على نحو ما حدّثتك لما تزل منتصبة على نحو من تحدٍ سافر. أحياناً يسمع السائق صفارة شرطة أو إسعاف أو موكب ضيف؛ فلا يستطيع أن يصنع شيئاً؛ فلقد أصبحت السيارات تخنق المدن والقرى، فلا تنظيم سير ولا شوارع فسيحة ولا ذوق عند بعض سائقي السيارات. بدأ المسئولون يخططون بعد فوات الأوان، فأنجزت بعض الكباري والأنفاق؛ غير أنها وإن خففت بعض الازدحام فإنها لم تنهِ المشكل. ونخشى أن تستحيل مدينة كصنعاء العاصمة إلى حفر وأنفاق تشبه بعض ألعاب التسالي كلعبة العنكبوت أو “لاحظ المخرج” أو... أو!!. مدن اليمن الجبلية كصنعاء والبيضاء، والهضبية كمدن يستغيث أهلها من الزحام، فلندع رجال تخطيط المدن يبحثون عن حلول. ولكن المطلوب الآن أن يحترم الاختصاص، وتنظف البلد من الذين يمنحون التراخيص برشوة فيخالفون المخطط السليم، كما ينبغي أن نختار رجال مرور محترمين يخففون من ضغط الحركة. وبالمناسبة لا أدري إن كان بعض المحافظين يقرأون الصحف، علّهم يجدون حلاً للأسواق داخل الطرق في مدن تربط بين المحافظات كالضالع و“القاعدة” و“هجدة” و“حزيز”!!.