الآن اتضحت الرؤية للجميع وتجلت الحقيقة للشعب اليمني الوفي من هو مع الوطن ومن هو مع مصالحه الشخصية والحزبية، فلم يعد هناك شك أو لبس لدى الشعب اليمني فالأمر واضح وضوح الشمس في وسط النهار للرجال والنساء، للشيوخ والشباب والأطفال. اليوم حصحص الحق وتجلت الحقيقة فسجلْ يا تاريخ وافضح من تشدق بالوطنية وحب الوطن وأبطن حقده ولؤمه الدفين وانتقامه الشرير من أبناء وطنه وشعبه. لا لشيء ولكن لأنه لم يعطه صوته وثقته عبر صناديق الاقتراع سواء في الانتخابات البرلمانية أو الانتخابات الرئاسية والمحلية. فالشعب اليمني العظيم ومن خلال التجربة الديمقراطية الوليدة في يمننا الحبيب والتي خاض مضمارها خلال السنوات القليلة الماضية، أكسبته خلفية ثقافية ديمقراطية ساعدته في قراءة الواقع وولدت لديه فن التعامل مع القوى السياسية والمنظمات المدنية واستطاع اختيار قيادته الوطنية القادرة على قيادة اليمن والنهوض به نحو آفاق المستقبل الزاهر على ضوء تلك القراءة التي بنى عليها هذا الاختيار، ونجم عنها خسارة المشترك المتتالية في صناديق الاقتراع. هذه الخسارة الفادحة التي مني بها المشترك وعرّته أمام العالم ولدت لديه مرارة الهزيمة وحب الانتقام من الشعب والوطن، فاتهم الانتخابات بعدم النزاهة والشعب بالجهل والتخلف وعدم المعرفة. وبدأ أعداء اليمن والحاقدون على الشعب والوطن بإشعال الفتن وفتح جبهات متعددة في أرجاء الوطن.. بهدف إعاقة التنمية في شتى المجالات وإشغال الدولة في تلك الفتن .. فالحوثيون فجروا الحرب ضد الدولة في صعدة والحراك تمرد في بعض مديريات المحافظات الجنوبية مطالباً بالانفصال. وظل المشترك يرتقب يوم الانتقام ولم يحدد موقفه بصراحة رسمياً من تلك الفتن, فقط اكتفى ببث سمومه عبر قواعده وتشكيكه في قدرات النظام في إدارة البلاد. وتعاملت قيادة البلاد مع تلك الفتن بحكمة وسعة صدر ودعت الجميع للحوار فالوطن وطن الجميع ويسع الجميع ولكن “لا حياة لمن تنادي”. وجاء موعد الانتخابات النيابية يا من شككتم بعدم قدرة حكومة المؤتمر على إدارة البلاد فهذه فرصتكم لتغييرها عبر صناديق الاقتراع.. فطالبتم بالتمديد لماذا ؟! لعدم الثقة بالنفس ومعرفتكم بحقيقة حجمكم الفعلي وإفلاسكم الشعبي..!! الشعب فاهم ويدرك ذلك تماماً .. ثم أتى الموعد الثاني فلماذا طالبتم بالتمديد مرة أخرى؟! ألم تقولوا إن الحكومة فاشلة والفساد موجود؟! الفرصة أمامكم!! لماذا لاتسارعون للإصلاح والتغيير عبر الصندوق واستلام السلطة التشريعية وتكوين حكومة شرعية كما نص عليها الدستور؟؟! الحقيقة واضحة, فعيب ثم عيب الضحك على الذقون والنوايا المبيّتة ضد وطنكم وشعبكم لا محالة ستنقلب ضدكم ..” وسينقلب السحر على الساحر” فالشعب بأسره وبكل شرائحه وفئاته وأطيافه ومعه كل الحكماء والخيرين والوطنيين الحقيقيين الصادقين الذين لايتشدقون بالوطنية سيقفون بوجهكم ويدافعون ببسالة وشجاعة ليس لها نظير؛على وطنهم ومنجزاته وممتلكاته ووحدته وشعبه، لاسيما بعد أن قدّم لكم حكيم اليمن وقائده كل التنازلات ووافق على حزمة من الإصلاحات التي طالما عزفتم على أوتارها مدغدغين بها عاطفة الشعب العظيم فهاهي اليوم تتحقق ويطلبكم الزعيم والقائد الحكيم للحوار العلني أمام العالم بأسره وهو من سيرعى هذا الحوار بصفته رئيس اليمن لا رئيس المؤتمر، فلم يزدكم إلا غطرسة وكبراً وغروراً. أي خير ينتظر منكم “وأين الخير من وجه الغراب” وماذا عسى أنتم فاعلون بعد أن ظل علماؤنا الأجلاء يترددون عليكم وعلى رأسهم عالم الأمة الشيخ الجليل عبدالمجيد الزنداني ورفاقه الكرام من العلماء والمشائخ، يعرضون عليكم مبادرة الرئيس واحتواء الأزمة التي تجتاح الوطن العربي بفيروسها المسعور التي سينكشف مصدرها ونوعها وهدفها في القريب العاجل. ولقد جاءكم العلماء من أجل رأب الصدع وإصلاح ذات البين وخمد الفتن التي ستعصف بالبلاد مع ماسيترتب عليها من إزهاق للأرواح وتدمير للممتلكات العامة والخاصة وإشاعة الخراب؛ أتوا إليكم يحملون مبادرة مكونة من ثماني نقاط وهي: 1 سحب قانون الانتخابات والاستفتاء وإعادته إلى مجلس النواب لإقراره بالتوافق. 2 سحب مشروع التعديلات الدستورية المنظور حالياً أمام مجلس النواب وتشكيل لجنة وطنية لإجراء التعديلات الدستورية بالتوافق بين القوى السياسية. 3 تشكيل حكومة وطنية بالتوافق. 4 إحالة الفاسدين إلى القضاء بسرعة وسرعة البت بقضايا الفساد المنظورة أمام القضاء. 5 إطلاق أي سجين مالم تثبت إدانته أو لم تكن له قضايا منظورة أمام القضاء. 6 يتم اختيار خمسة قضاة يقوم كل طرف باختيار اثنين منهم والخامس يتم اختياره من لجنة العلماء المرجعية أو بتوافق بين القضاة الأربعة وذلك للفصل بالنزاع القائم بين أطراف العمل السياسي. 7 إيقاف الحملات الإعلامية والمهاترات والتحريض وذلك بما يهيئ الأجواء لإنجاح الحوار الوطني. 8 إيقاف المظاهرات والاعتصامات بما يكفل إزالة أعمال الفوضى والتخريب والاحتقان في الشارع لأي غرضٍ كان. استمعتم واطلعتم على النقاط الثمان في المبادرة وطلبتم النقاش ثم طلبتم مهلة حتى يوم السبت لمدارسة الأمر وعرض المبادرة على شركائكم ووافق العلماء والمشائخ وعادوا إليكم في الوقت والزمن المحدد فلم تفوا بوعدكم وماطلتم تحت حجج واهية وأخذتم موعداً آخر وجاء العلماء في الموعد الثاني ولم تفوا حتى في هذه المرة فقلتم مازلنا في المناقشة, وطلبتم موعداً ثالثاً إلى يوم الاثنين 28 /2/2011 بعد العصر ولم يأت شيء، ثم بعد ذلك أصدرتم بياناً يوم الجمعة الماضي بياناً رفضتم فيه المبادرة، وليس ذلك فقط بل إنكم سفهتم العلماء وطالبتموهم بإعلان توبتهم. بالله عليكم ألم تخجلوا من أنفسكم؟ كفاكم كذباً ومزايدات باسم الوطن !!حتى على العلماء تسفهونهم وتشتمونهم !! وتنادون زبانيتكم إلى الفوضى. إن شاء الله أنه “يوم غضب” الشعب اليمني والشارع بأسره على خيانتكم للوطن ومحاولتكم الانقلاب على الشرعية الدستورية والقانون.. فقد نزلتم بآلاف المتظاهرين نقلتموهم من جميع مديريات محافظات الجمهورية ونزل المؤيدون من تلقاء أنفسهم ملايين .. فالنتيجة واضحة والأغلبية المطلقة مؤيدة والشرعية الدستورية والقانون مع الرئيس والنظام فهل ستعودون إلى صوابكم ورشدكم؟!. الفرصة مازالت أمامكم للعودة إلى طاولة الحوار وفق النقاط الثمان .. لا تضيّعوا الفرصة من أيديكم قبل أن يأتي يوم يلعنكم فيه الله والملائكة والشعب والناس أجمعين, فتصبحون من الخاسرين وعلى ما فعلتم نادمين.