أسهم التلفاز مشكوراً في تعريفنا بشكل كبير ببعض هؤلاء الذين يسمون أنفسهم شباب الثورة أو شباب التغيير وذلك من خلال الحوارات والنقاشات المتلاحقة في عدة قنوات حتى اتضحت لنا الصورة جلية، فهؤلاء ليسوا سوى مجموعة طائشة لا برنامج لديهم ولا فكر ولا رؤى واضحة يجمعهم ويلفهم نكران الجميل ونظرتهم سوداء لجميع ما حولهم، فهم لا يلمسون الانجازات ولا يرون الإضافات ولا يعايشون الواقع ولا يعرفون عن الماضي شيئاً، لذا هم سطحيون جداً مجردون من القيم تراهم مرصوصين كأنهم أعجاز نخل خاوية وكان آخر منظر لهم في برنامج «ظلال الأحداث » للإعلامي محمد العامري الذي نشكره جداً فأسئلته جعلت المشاهد يحكم بنفسه على من يسمون أنفسهم دعاة التغيير وقادة الثورة. شخصياً أصبحت أخجل من الصورة والانطباع الذي يتركه هؤلاء البعض عن الشباب اليمني أمام الآخرين لأنها صورة غير مشرفة وتظلم في شتى جوانبها العديد إن لم يكن أغلبية شباب اليمن الواعي المثقف والمتزن لأن هؤلاء خالون تماماً من شيء اسمه ثقافة أو حتى مبادىء، الشيء الذي ينطبق عليهم وصفه أنهم شباب خارجون عن كل القيم والثوابت تماما كالولد العاصي لوالديه، فهم عاصون وعاقون لوطنهم وشعبهم ومنجزاتهم والشعب بريء منهم ومما يدعون إليه و بريء من سوء أخلاقهم ورداءة ألفاظهم، لأن الشخص الذي يريد أن يقود ثورة يجب عليه أولاً أن يهذّب نفسه ويكون مثالاً للأخلاق والوقار والقيم حتى يشد الناس إليه ويلفت الانتباه لثورته، بينما هؤلاء البعض من الشباب بفكرهم العقيم وألفاظهم الميتة وتوهانهم المطلق باعوا أنفسهم للمعارضة خلف شعار«ارحل» العقيم الذي إن دل على شيء فإنما يدل على الفشل الذريع والعجز والإفلاس الفكري والثقافي والأخلاقي لديهم، فالشعار الذي رفعه المصريون لا يصلح استخدامه في اليمن لاختلاف الأسباب والمسببات وكذا اختلاف الأشخاص، لكن هؤلاء السطحيون لا يجيدون سوى التقليد الأعمى لأنه أسهل لديهم، فالتقليد عمل سهل لا يحتاج إلى إبداع أو تفكير، لذا فإن ما يفعلونه ليس ثورة، لأن مصطلح الثورة اشرف وأرفع مما يفعلونه فهم مقلدون لكنهم مقلدون «هُبلان» لا يحسنون التقليد، فجاء عملهم ممسوخاً ومشوهاً ولا يشعر به الآخرون سوى بالسأم والخجل ولا يحسوا به سوى عبر ما يسببوه من فوضى وفتنة. نحن لسنا ضد التغيير بل معه وندعمه ولكن التغيير الذي له أصول وطرق وقواعد يجب أن نسير عليها، نحن لا ننكر وجود الفساد بل نؤكد وجوده وفي أكثر من موقع ومنبر تحدثنا عنه وأشرنا إليه وانتقدناه ولكن لكي نحارب الفساد يجب أن نخلص النوايا وتتكاتف الأيدي ونعترف أن للفساد أقطاباً ثلاثة هي السلطة والمعارضة والشعب، نعم هؤلاء هم أقطابه ويجب أن نقر بذلك، وإذا ما أقررنا ذلك فسوف نعرف كيف نحاربه بل ونستأصله، لأن الفساد ليس صفة خاصة بنا نحن اليمنيين فقط بل هو وباء يعيث فساداً في كل دول العالم، علينا أن لا ننكر الجمال في وطننا والخير في بنائه وأن لا نعدم الأمل وأن لا نشوه الحقائق وأن لا نعطل الفكر والمستقبل ونعرقل الحاضر. هؤلاء اتضح أن مشكلتهم الحقيقية هي شخصية الرئيس علي عبدالله صالح فحاولوا الإساءة إليه وأساءوا لأولاده في كشف حقيقي عن نوايا خفية أن الهدف من فوضى الشارع وأحب أن أسميها هكذا لأن كلمة ثورة لا يجب أن تدنس بهكذا أفعال الهدف هو السلطة كيفما كان الوصول إليها فلا يحاول الشباب ولا المعارضة أن يفصل نفسه عن الآخر فشباب الاعتصامات هم المعارضة والمعارضة هم شباب الاعتصامات لأن هؤلاء الشباب هم قواعد وأنصار المعارضة. إذاً ما يحدث في بلادنا ليس إلا محاولة من قبل المعارضة للالتفاف على قوانين الدولة ودستورها للوصول إلى كرسي الرئاسة التي فشلت في الحصول عليها عبر الصناديق، لأن حجمها الحقيقي لم يمكنها من ذلك، تلك طاقاتهم وتلك قواعدهم ويريدون بقدرة قادر أن تكون نتيجة الانتخابات لصالحهم وكأن علي عبدالله صالح يملك مصباح علاء الدين لتحقيق الأماني ما لم يتهموه بالتزوير. عجبي لهم كيف لا يخجلون من أنفسهم حيث تعرت لدينا أساليبهم في الخداع وأصبحنا نراهم بوضوح فمن كثر كذبهم وادعاءاتهم فُضحوا حتى وكأنك ترى دماءهم وعظامهم من خلف جلودهم. علينا في النهاية أن نعلم أن الخلاص من هذه الأزمات هو باحترام القانون والدستور وبتغليب المصلحة العامة على ما دونها من المصالح الخاصة وإخلاص النية في حب الوطن الذي يجب أن يسمو على كل شيء. شاهدوا معي : برنامج «ظلال الأحداث» في قناة السعيدة للإعلامي محمد العامري برنامج متميز ومذيع مثقف، وأيضاً برنامج «خبابير» للإعلامي محمد منصور في قناة العقيق يستحق المشاهدة والمتابعة، كما لا يفوتكم برنامج «أجراس السياسة» للمبدع عارف الصرمي في العقيق،وبرنامج شباب فيس بوك أيضاً في العقيق متميز ربما لطريقة التقديم المميزة للمذيع الشاب عمر. [email protected]