أتعجب من حال بعض النساء اللاتي ينفقن الكثير من المال والوقت رغبة في نيل رضا الزوج الذي لايختلف حاله عن حال أولاد آدم الذين من الصعب أن يرضوا بما تقدمه نساءهم وأرى أن المثل البلدي القائل:«بصل السوق حالي» ينطبق عليهم معنى ورائحة! وحتى يتم التوصل إلى حل وسط بين نساء نسين أنفسهن ورجال تعز عليهم أنفسهم يجب أن يفهم الرجال بعض ماتحبه النساء في شركائهن لأن التربية القاصرة وقلة الوعي والعادات الضحلة التي تمجد ذكورة الرجال كل ذلك جعل الرجال في مجتمعنا ينظرون إلى أنفسهم نظرة كمال وللمرأة نظرة نقص وربما دونيه واحتقار أيضاً. ياسيدي الرجل:المرأة في مجتمعنا تعيش ضمن أسرة محافظة وتخضع لقوانين صارمة قد تمنعها حتى من التعليم لاخوفاً عليها ولكن خوفاً منها لأنها في نهاية الأمر “ عار” وإذا أكرمت بالذهاب إلى المدرسة فهي لاتسلم من التوبيخ وإلقاء الأوامر وهذا كله يمارسه الجميع دون علم منا أنه قد ينفر الفتاة ويخلق لديها حالة الشك في نفسها وعدم الثقة بالآخرين من حولها سواءً داخل البيت أو خارجه ومن هنا كان من السهل الانجراف وراء من يمنحها كلمات لكن ليست كالكلمات! ثم أنها تخضع في بيت الأهل لكثير من المهام التي ربما تفوق سنها وقدرتها على الاحتمال أضف إلى ذلك أنها تعيش ضمن بيئة اجتماعية ضيقة الأفق فيما يخص التنزه وممارسة الهوايات والانطلاق الحر في ربوع الطبيعة ولهذا فهي تصل إلى بيت زوجها وقد طهيت على نار الحرمان من أشياء كثيرة تحبها ويحبها الجميع في مرحلة طفولة ومراهقة مندفعة بقوة نحو الحياة،وهنا تعيش سعيدة إذا وجدت النقيض من تلك المعاملة المشحونة بالخوف في بيت الأهل بينما تعيش تعيسة إذا وجدت ذات الحذر والخوف والحرمان في بيت الزوج فتصبح حياتها جمراً تحت رماد ترى ظاهرها هادئاً وأما باطنها فهو يحترق ألماً وحسرة وربما حياء أيضاً! المرأة تحب “ سي السيد” الذي يمنحها الثقة في فكرها وجمالها وأدائها أيضاً،تحب فيه تفهمه لانشغالها وتهوى فيه أن يكون ذكياً فيسرقها من زحمة الانشغال ليعيشا معاً لحظاتهما الحميمية المميزة والدافعة لخوض الحياة بكل مافيها من خير وشر،النساء يفضلن الشريك الحنون الذي لايهجر ولايجرح ولا يشتط غضباً حين يخطو أولى خطواته على أرض العش الصغير لأن في العش يمامة مهما بدت متسلطة إلا أنها تخاف زئير الأسود وربما دفعها هذا الزئير إلى الكذب أو التبرير في أمور لم تكن تستحق كل ذلك العناء،وفي العش أيضاً أولاد يأخذون عن والدهم جميع أنماط السلوك ويرونها صحيحة كونه القدوة التي يسيرون خلفها دون وعي،وفي العش بنات صغيرات يرين جميع الرجال في وجه بابا وصوت بابا وإحساس بابا .. وفي العش جدران خلفها بشر ينصتون لما يحدث وعندها تصبح الحياة في هذا العش كتاباً مفتوحاً ونصبح أمام الآخرين كلمات متناثرة. النساء يعشقن سي السيد الذي لايهمل المناسبات بهداياها الجميلة مهما كانت تلك الهدايا بسيطة وهن يحترمن سي السيد الوقور الذي لاتخونه ألفاظه ويقدرن سي السيد الذي لاتمتد يده غضباً على أجسادهن ولا طمعاً على مقتنياتهن ولاتلويحاً أمام هفواتهن كبشر من لحم ودم،هن وفيات لسي السيد الذي لم يترك لهن خياراً إلا الوفاء وصادقات مع سي السيد الذي لايخفي عنهن هفواته العابرة ومطيعات له حين يأمرهن بما يستطعن أن يفعلن وهن راضيات غير مرغمات،هن يحببن ذلك الرجل الذي لابد أن يقتطع من يومه ساعات للبقاء في المنزل مع زوجته وأولاده مهما كانت مشاغله ومهما كان حبه وشغفه بمجالس القات والأصدقاء والسفر. سيدي الرجل:سفرك وبعدك عن زوجتك وأطفالك يتحول مع مرور الأيام إلى سفر نفسي لكل منكما وعندها سيكون لكل منكما وجهته وحقيبة سفره التي لاتحمل أي ذكرى من الطرف الآخر فحاولوا أن تحطوا رحالكم في بيوتكم ساعات كل يوم شرط أن تكون تلك الساعات هادئة واستقطعوا منها رجاءً ساعات تناول الطعام والصلاة واللحظات الأولى لتذوق طعم القات وساعات الجلوس أمام التلفاز للاستماع إلى نشرة أخبار مثيرة للرعب .. لتكن ساعات قيلولة هادئة مثلاً.. وأنتم بما كسبت أيديكم أعلم