في مصر العربية, تسير الثورة- فيما يبدو- سيراً موفقاً, في رأي كثير من الناس, وهناك شبه إجماع على أن العهد الماضي تآمر على احتلال العراق وضربه, وتعذيب الفلسطينيين والقيام موقف المحامي عن الكيان الاسرائيلي، بل والدفع به للعدوان على غزة وتجويع شعب النيل العظيم, حتى غدا كثير من الناس ينظر للإنسان المصري العظيم صاحب حضارة الأهرامات والسد العالي, نظرة احتقار وازدراء, ثم إن العهد القديم يحاكم الآن بتهم كثيرة من بينها تبديد أموال الشعب وإفساد الوحدة الوطنية وإشعال الحرائق بين الأقباط والمسلمين وتدمير الدور الريادي لمصر في العالم العربي والإسلامي. في مصر يدور الآن أكثر من سؤال على أكثر من صعيد, من بين هذه الأسئلة من سيحكم مصر ووفق ماذا؟ ،هل ستكون دولة مصر دينية أم مدنية, هل ستكون علمانية أم ليبرالية أم اشتراكية، ثم إذا كانت علمانية أي نوع من العلمانية وأي نوع من الليبرالية وأي نوع من الاشتراكية!! ثم أي قطب تتبع وأي ثقافة تنهج, فبالرغم من سقوط القطب الشيوعي فلا يزال الاشتراكيون الجدد(بولتين وميديفيدف).. وغيرهم أجيال ترى أنها لن تفرط- وإن فرطت بالشيوعة- باستراتيجية هي هدف القطب الاشتراكي على نحوٍ ما, كيلا يلتهمها الكاوبوي الأمريكي والتنين الآسيوي. مصر- لاشك- ضمن خيارات أخطار التقسيم, فهي درجة في سلم المطامع العالمية، وماأحداث(امبابة) و(الكشح) و(شبرا) من قبل إلا مؤشرات تنبه المصريين لأخطار قادمة, ماحقة. إن مثقفي مصر وقد حققوا حلمهم في إزاحة معوقات الطريق مجمعون على أن الخيار الديمقراطي هو الذي سيعيد لمصر هويتها القومية التي تعد من أبرز مكونات الشخصية المصرية التي حدثنا عنها المفكر المصري الكبير الأديب توفيق الحكيم في كتابه القيّم(مصر بين عهدين)، ويجمع المصريون على أن مصر عندما تخلت عن هذا المكون في شخصيتها أصبحت رقماً يابساً وكئيباً في عالم الأرقام الصعبة.. جنب الله مصر واليمن وكل بلدان العرب والمسلمين شر المخططات والمؤامرات.