شهد العام المنصرم وبالتحديد في11 فبراير 2011م أحداثاً جساماً أهمها انبثاق الثورة الشبابية الشعبية العارمة التي أضاءت بمضامين وجوهر سلميتها،وحضارتها سماء كل الوطن معلنة بداية عهد جديد يؤسس لدولة مدنية قلت لصاحبي: الم تر كيف أن هذه الثورة بأحرارها وحرائرها وبصمودها،وصبرها استطاعت أن تنزع حريتها من براثن،ومخالب من أرادوا مصادرتها وذبحها في السلخانة السلطوية الظالمة؟..لعلك معي في أنها اقتصت لكرامتها وآدميتها وسعت في تحريك رتابة ما كان راكداً بعد أن كسرت حاجز الخوف والصمت معاً.. أليس هذه الثورة من علمتنا أبجدية الصرخة الأولى في زمن السكون اللعين.. وأحدثت نقلة نوعية كبرى خلال زمن قياسي قصير تمخضت عنها اتفاقيات إقليمية برعاية دولية الزمت الأطراف التقليدية المتجاذبة والمتصارعة على توقيع اتفاقية الرياض وآليتها المزمنة.. وما كان مستحيلاً بالأمس أصبح حقيقة ملموسة تتراءى من خلال تشكيل حكومة وفاق وطني،وانتخاب رئيس توافقي.. كل هذه الثمار اليانعة وإن كانت في نظر البعض مُرة.. فقد افتقدنا الكثير من الدماء أزكاها وأطيبها وأغلاها من خيرة شباب هذه الأمة في مختلف ميادين وساحات التغيير والحرية قرباناً في نجاح الثورة. قال صاحبي: حكومة الأستاذ/ باسندوة مستنسخة نصفها،كما أن الرئيس المرتقب المشير عبدربه منصور هادي نسخة مكررة من النظام الصالحي.. باختصار أن ما يحصل ويجري ينطبق عليه المثل السائد “ديمة خلفنا بابها” .. كنا نأمل في تحقيق أحلام البلاد والعباد بحكومة مدنية ثورية نظيفة لا مكان بينها للفساد والإفساد ونهب ثروات الأمة..ورئيس مدني يأتينا من عز المؤسسة العسكرية فقد اكتوينا بنار الأنظمة السابقة كثيراً وأصبحنا نخاف ونخشى من تكرار التجربة عينها .. نريد وجوهاً جديدة ليمن جديد.. قلت له: بصوت عالٍ: يا أخي نحن اليوم ملزمون بتنفيذ ما اتفق عليه الأطراف المعنية بمباركات وحضور رؤساء ومندوبي الدول الإقليمية والدولية.. ومادمنا قد صحونا ووعينا وشبابنا الثائر كالأسود في عرينهم وحرائرنا شبت عن الطوق فلا داعي لما ذكرت آنفاً.