لا شك أن الإرث الثقيل الذي سيتحمله الرئيس عبد ربه هادي يمثل عبئاً تراكمياً مزعجاً، ومحرجاً في آنٍ واحد..باعتبار أن تراكمات ملفات الماضي البائد المخلوع كثيرة ، وشائكة، وعويصة..بحاجة ماسة إلى تضافر الجهود الوطنية المخلصة بين القيادة السياسة، وشركاء العمل السياسي.. دون الاستئثار بالقرار حتى لا تتكرر نفس التجربة التي أوصلتنا لما نحن عليه اليوم..كما أن مسألة تحديد الأوليات من قبل الرئيس ورئيس حكومته تتطلب من الجميع البدء في تنفيذ مشروع إعادة هيكلة القوات المسلحة على أسس وطنية تخضع لمعايير الأهلية مجردة عن الأسرية المرفوضة لتحقيق مبدأ إشاعة الأمن والاستقرار في ر بوع هذا الوطن. الأمر التالي والأهم يتوجب على رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد باسندوة الإسراع في إيجاد استراتيجية اقتصادية من شأنها إعادة الروح إلى هذا الجسد المشلول، وتوفير احتياجات شعبنا اليمني الصابر والمحتسب من المشتقات النفطية، والمواد الأساسية المرتبطة بحياة المواطن اليومية..لإثبات صدقية التوجه الجديد نحو مسار بناء اليمن الجديد..بالإضافة إلى تطمين الشباب الثائر عبر ساحات وميادين الحرية والتغيير..أملاً في تعزيز الثقة بين الحاكم، والمحكوم المفقودة منذ زمن طويل. الأمر الثالث تهيئة الأجواء وتنقيتها من خلال العمل الإعلامي التوعوي المشترك بين السلطة والمعارضة والدعوة لإجراء مؤتمر حواري وطني يضم بين جنباته كل الأطياف دونما استثناء لأحد للنظر في تركة ومخلفات الماضي الفردي والمتخلف، ومعالجة الملفات العالقة في جنوب الوطن وشمال الشمال..لنتمكن حقاً من الخروج برؤية وطنية جمعية تهدف إلى خلق مناخ ثوري وثقافي جديد من شأنه معالجة كافة الأوضاع، والاختلالات، تهدف إلى الحق والعدل والمساواة والإنصاف، وإعادة الحقوق إلى أصحابها..من هذا المنطلق المرتكز على حسن النية سنلمس الجميع بالأفعال لا الأقوال إن ترتيب البيت الواحد يشكل الضمانة لهذه الأمة في تحديد مسارها الثوري نحو مستقبل اليمن في التغيير، والتحديث. الرئيس هادي لا يستطيع وحده زحزحة الراحل الذي لم يرحل.. وصخرة الماضي بكل ثقلها تحتاج إلى تكاتف الجميع حتى نتمكن من زحزحتها رئيساً، وحكومة وشعباً تواقاً إلى تحقيق أهداف الثورة والتغيير. بصراحة إن بلادنا وشعبنا يمر بمنعطف تاريخي خطير... ومسألة تجاوزه يدعونا للمساءلة..ويقودنا للإسهام الفعلي العاقل الذي يمكننا الخروج من عنق الزجاجة الديكتاتورية المرعبة..إلى آفاق الحرية أولاً..والشراكة الحقيقية وحدها لا غيرها مفتاح الحل للعبور نحو المستقبل الجميل.. والماضي المدفون لن يعود وما سيكون خير وأبقى من شرور ما قد كان.