مايزال الاعتذار جزءاً إدراكياً مهماً من واجب الإعلامي عندما يرتكب خطأ جسيماً في الآخر.. لكن مذيعاً مثل فيصل القاسم صاحب برنامج الاتجاه المعاكس أو برنامج «صراع الديكة» استكثر أن يعتذر للشعب اليمني حتى وقد نعته ب «السكران» في سياق قيامه «بالحرشة» بين «اليماني» ومنافسه البخيتي اللذين لم يكونا لدودين كما تمنى فيصل القاسم. ولقد كان زميلي وجاري على هذه الصفحة أحمد عثمان أسرع في الرد على هذا المذيع وأسرع عتاباً للبخيتي واليماني، خاصة عندما اكتفى الأول بالقول.. «الحمدلله أنا ماأخزنش» وكأنه يريد القول بأنه الصاحي الوحيد.. أما أنا فقد فضلت الانتظار لعل صاحب برنامج معاكسات الديوك يتجاوز قفص البذاءة إلى إعلان تراجعه عن إساءته وإعلان الاعتذار المناسب للشعب اليمني، لكنه لم يعتذر فجعلنا في اليمن نتمنى لو أن اليماني والبخيتي غادرا الخصومة السياسية المطلوبة لمقدم البرنامج وقلبا الطاولة على الهواء مباشرة، وحينها لن يقول المشاهدون إلا بأن الحلقة هي حلقة شاطر ومشطور وبينهما وقاحة مذيع.. وطز في ظرف الزمان وظرف المكان وأي ظرف آخر.. أيضاً كان بمقدور الضيفين اليمنيين الخطيرين أن ينفعلا كأي راع أو بائع متجول لم يربط كارفة عنق أو حزام طائرة، لكنه سيشعر بالاستفزاز والإساءة، لا أن يظهرا بلسانين مكتوفين وعقلين مغلولين أمام منهج تحريضي بدأ خارج قواعد النزاهة فصار خارج قاعدة الأدب.. وعندما يتطاول مذيع على شعب بأكمله فإنه يثير سؤالاً حول ما إذا بقيت أي قيمة للسكوت أو الأدب أو الدفاع الشخصي المدفوع إما بفاقة للشهرة أو الخضوع لكاميرا استحقت أن يدب اليماني والبخيتي أصابعهما في زجاج عدستها. ماحدث من بذاءة في معاكسات فيصل القاسم هو في الواقع دعوة لاستنفار الغيرة وتجاوز الخلاف السياسي واستدعاء الرجولة في أيام الخلاف وساعات الشدة..