لا حوار دون القرارات الأهم باتجاه هيكلة الجيش والأمن، بحيث ستكبر خساراتنا إذا تحاورنا في ظل العيال ومن يقوّضون التواؤم الوطني. بالتالي لا حوار دون انزياح الغمة الرئيسية تلك، إضافة إلى ترشيد كل متصلب لخطابه، وبالذات يبقى على الحوثي تحديد أين يقف اليوم بالضبط من مطلب الدولة المدنية إثر صدور وثيقته الفكرية التي استعادت عديد مبادئ رثة ومغلقة أبرزها الإمامة للبطنين؟. كما أقترح أن يكون الحوار خلال أكثر من جولة ومرحلة من أجل التعزيز الفعلي لمسعى الديمقراطية والشراكة الوطنية والمواطنة المتساوية، ما يعني عدم الانتقاص من حقوق كافة اليمنيين على السواء، وتحت مظلة القانون والدولة. ذلك أنه في حال فشل الحوار ستضمحل السياسة في اليمن من بعده، ولن يتصدر على المجتمع سوى العنف فقط. بالمقابل أيضاً يتطلب من زعماء الحراك درء الأصوات الضاجة والعدمية ومغادرة منطق الخطاب الانفصالي المسدود الآن، على أن يتم تقديم ضمانات كافية وحقيقية لحل قضيتي الجنوب وصعدة بشكل عادل ومأمول، فيما لا بأس أن تتنازل جميع القوى السياسية والاجتماعية اليمنية وعلى رأسها المشترك والمؤتمر من أجل ألاّ تتهرأ اليمن أكثر. ولتكن الشفافية والمصداقية قاعدة الجميع المأمولة دون استثناء، وليكن الشباب - بمسؤولية أعلى كذلك - هم أهم كتلة حوارية لصياغة مستقبل اليمن الجديد.