ليست الوحدة من قتلت أبناءها.. وليست هي من ظلمت شعب الجنوب وقذفت به إلى أتون التهميش والإقصاء.. وليست هي من مارست النهب والقتل والتنكيل..! لكن “الوحدويين” كذباً ونفاقاً، هم من اقترفوا كل هذه الجرائم، وهم من مارسوا كل هذه المظاهر القاتلة..! هؤلاء أدعياء الوحدة، خطفوا الروح الوحدوية من أعماق ووجدان أبناء شعبنا في الجنوب والشمال.. ودمروا أجمل القيم الوطنية.. وراحوا باسم “الوحدة” المغدور بها يعيثون فساداً وينهشون في الوطن وفي الإنسان.. ويتقاسمون الأرض قطعة قطعة والثروة قدحاً قدحاً.. ليضاعفوا من ثرواتهم الخاصة على حساب تناقص حجم الوطن الوحدوي الذي دقوا في جسده أبشع مسامير التشظية والتمزق..! حولوا الوحدة إلى أضحية عيد، يتقاسمونها بالأسباع والأثمان وبالكيلو..! وجعلوا من اليمن ضيعة مقطعة إلى أحواش وأحراش لعصابات لا يجمعها إلاّ الفيد والقتل وهواية السرقة والنهب. ذبحوا الوحدة التي كانت يوماً ما مقدسة في النفوس ومخلدة في الوعي الجمعي اليمني..! كانت الوحدة مخلّدة شعاراً وممارسة في حياة اليمنيين.. وأتذكر أن شعار: (لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية)، كان شعاراً مقدساً يملأ الآفاق، ويسري في دمائنا منذ الطفولة سريان الماء في العود الأخضر..! كان عبدالفتاح إسماعيل (الرئيس الجنوبي ابن تعز الشمالية) مع رفاق دربه القادة الأفذاذ سالم ربيع وعلي ناصر محمد (أبناء أبين الجنوبية) ومعهم علي البيض (من حضرموتاليمنية)، وعلي عنتر (ابن الضالع الجنوبية الأبية)، وجار الله عمر (ابن إب الشمالية) وسعيد صالح وهيثم قاسم (من ردفان الثورة).. والآخرون.. كان جميع هؤلاء يجسدون المعاني والقيم النبيلة للوحدة..! لم يفكروا يوماً بأن الوحدة ستصبح مشروعاً للفيد والضم والإلحاق ومضاعفة الثروة والسلطة والنفوذ.. هؤلاء تعاملوا مع الوحدة كمشروع وطني إنساني يرتقي بالشعب اليمني إلى مدارج التقدم والرخاء والدولة المدنية المعاصرة..! لكن الوحدة سقطت بين أنياب ومخالب الانتهازيين المتربصين شراً بالشعب ومنجزاته الثورية.. هؤلاء هم الذين ذبحوا الوحدة من الوريد إلى الوريد..! حسبنا الله ونعم الوكيل..