- نُناشد المستقبل بصوت الدولة المدنية ونحن نفتقر إلى أبسط الخدمات الضرورية كهرباء ،ماء ،مستشفيات حكومية تحتضن أوجاعنا قبل أن تنظر إلى جيوبنا . - نتشدق بمفاهيم سياسية ونحن لا نعي مفهومها أو حقيقتها وهذا التشدق هو الذي جعلنا نؤمن بالديمقراطية منذ ثلاثه وثلاثين عاماً دون أن نجد آثارها على واقع ظل يحكمه نظام تنتمي إليه الصحافة والإعلام والقضاء والجيش وكل ما هو على أرض الدولة. - نفتخر بتعددية حزبية زرعناها بمسميات خصبة ولكن لم نجن ثمرها لأنها أخرجت معارضة غير صالحة لاستهلاك المجتمع والوطن الذي يتضور فساداً للدور الحزبي الذي لا يسمن ولا يغني من رقابة . - نبدي خوفنا من كائن لا نعرف حتى حقيقة ملامحه هل هي متوحشة أم رحيمة نصرخ خوفاً لا نريد الفيدرالية ومبرر خوفنا أنها ستقضي على وحده إندماجيه ذابت فيها شخصية وكرامة الفرد الذي يفتقر إلى أبسط مقومات العيش الكريم. - نعشق الكرامة إلى حد التضحية بالأرواح والدماء ولكن من يستمتع بها هم من اغتالوا الأرواح وسفكوا الدماء. - نُعلن ولاءنا لأحزاب بنية ساذجة تدفعنا لأن نكون مجرد أرقام يتفاخر بتزايد أعداده قاداتها لنشكل عبئاً على وطن تعب كاهله من تحمل تكتلات سياسية كل همها مُحاربة الآخر . - نتحاور على مرأى ومسمع العالم لا لنقنع الآخرين بحكمتنا التي تقودنا إلى حل يتوافق تحت رايته المتناحرون ولكن لنُظهر خبايا عقولنا المريضه التي تئن بثقافه الإقصاء. - نكتب عن وطنيتنا ولاندعها تتجاوز السطور لتصل إلى الصدور وإنما نجعلها حبيسة الكلمات ورهينة الأوراق لنكون ممن يقولون مالا يفعلون. - نختزل إنسانيتنا عندما نُدافع عن حقوق تُنتهك ونتناسى مفرداتها عندما يكون المتهم بالإنتهاك شيخاً نفوذه تتجاوز سياده القانون لتصبح مجرد شعارات نصرخ بها في وجه الضعيف . -ندعي بأننا من عُشاق الحرية والتحرر في الوقت الذي تركع فيه كرامتنا للأحزاب وتُسبح عقولنا بحمد التسيير وتُقدس ضمائرنا قُبح الأفعال ليس من منطلق قناعة وإنما من باب أداء فروض الطاعة العمياء. - نرسم أحلامنا بقلم رصاص حتى يتسنى لنا التنازل عنها مقابل الرضا بواقع لابد أن تكون فيها أمانينا بسيطة على قدر شعب لايطمح بأكثر من قوت يومه . - نُجند أفكارنا لقسوة العيش والمرض حتى لايتبقى متسع لنا في مقاعد الإبداع الذي لايتسع سوى لعقول مرفهة لاتجيد التفرقة بين أبجديات الحياه ونظريات المعاناة . بقايا حبر: بين دهاليز السياسة والجهل المفتعل ضاعت كرامة شعب يبحث عن ذاته في ظلام تتخبط في سواده ملامحه المتعبة التي تلفظ أنفاس صبرها بآهات يحجب أنينها تخاذل المسئولية وموت الضمير. [email protected]