- عاشت محافظة حضرموت خلال الأسبوعين الماضيين أياماً ساخنة بعد تردد أنباء استقالة محافظ محافظة حضرموت إثر خلافات حادة مع وزارة المالية بسبب تعثر صرف قيمة الطاقة الكهربائية المشتراة من شركة حضرموت للاستثمار وشركات أخرى ، وعاشت مدن المحافظة بما فيها عاصمة المحافظة في ظلام دامس ، وفي موجة من الحر الشديد، ودرجات عالية من الرطوبة والآن بعد أن تمت معالجة هذه الإشكالية وعدول محافظ المحافظة عن الاستقالة بعد أن رفضها رئيس الجمهورية هل سيتم فعلاً دفع قيمة الطاقة المشتراة أو أنّ هناك عوائق أخرى على الطريق؟ لا نعلم ! - ما حدث خلال هذا الأسبوع في محافظة تعز بعد أن تم توقيف المدير العام لأمن محافظة تعز من قبل محافظ محافظة تعز وبروز العديد من الإشكاليات والمظاهرات التي لا طائل منها ولا تخدم تنمية المحافظة نجزم أن هناك من لا يروق له هدوء واستقرار بعض المحافظات وتحديداً المحافظات الكبيرة ، عدنحضرموتتعز وهي محافظات تعد المركز الاقتصادي الأول في اليمن ..رغم ما عانته من إهمال من قبل، اليوم لا زالت بعض الوزارات ووزرائها يعتبرون هذه المحافظات غير مؤهلة لإدارة نفسها ويحولون مكاتبهم في هذه المحافظات إلى مجرد أسماء وأرقام في حوافظ الدوام الرسمي حضوراً وانصرافاً فقط ، لقد عانت المحافظات جميعها من تلك المركزية المقيتة في إدارة شئونها ..وفي تدخل سافر في كل صغيرة وكبيرة من بعض الوزراء ووكلاء الوزارات بل أصبح بعض مديري العموم بالمحافظات في حيص بيص بين توجيهات محافظه وتوجيهات وزيره ، وراح البعض منهم ضحية ذلك الخلاف بين الوزراء وبعض المحافظين . - لقد جاءت ثورة التغيير ليس بهدف تغيير أشخاص فقط ولكنها لتغيير ما في نفوسنا أولاً ، ثم تغيير سلوكيات كانت هي السبب في اندلاع ثورة التغيير وهي المركزية الشديدة التي أضرت بجميع المحافظات ولعل من أبرزها محافظات مثل محافظة عدنوتعزوحضرموت التي تزخر بكوادرها المؤهلة والمجربة والقادرة على العطاء والتنمية والإبداع فقط علينا أن نمنحها الفرصة ونثق في قدراتها وإمكانياتها وليس من المعقول أو المقبول مطلقاً أن يظل محافظ محافظة منتظراً لساعات لدوره في الدخول إلى مكتب الوزير لمناقشة معضلات وهموم عامة لمحافظته أو يظل تحت منزل وزير في انتظار خروجه بهدف حل قضايا عامة ، فذلك منطق غير مقبول في التعاطي مع قيادات هذه المحافظات . - إن الكهرباء لمحافظات مثل حضرموتوعدن والحديدة الواقعة هذه الأيام في موجة حر قاتلة ورطوبة شديدة في غاية الضرورة والأهمية وانقطاعها لساعات أو لأيام هو بمثابة موت محقق لأبنائها الذين يعانون من أمراض القلب والضغط والسكر وغيرها من الأمراض الخطيرة ، ومثل هذه المحافظات محافظة تعز التي لا زالت تعاني أزمات خانقة للمياه رغم هطول الأمطار وتدفق السيول ، فمشاريع الكهرباء والمياه لهذه المحافظات يجب أن يكون في أول الاهتمامات لحكومة الوفاق ، وفي تقديري أنّ تفهم الوزراء لمطالب المحافظين والمواطنين في هذه المحافظات لن يتأتى إلا من خلال الزيارات الميدانية المتوالية للمحافظات للإطلاع عن كثب على ما تعيشه كل محافظة على حدة من هموم ومعوقات ، وإظهار حسن النوايا لمعالجة المتطلبات الضرورية التي تعد منحى موضوعياً هاماً لاستقرار وأمن وتطور المحافظات . - فمهام الوزارة لا تقتصر على العاصمة صنعاء ولكنها تمتد لتشمل جميع محافظات الجمهورية من أقصى المهرة إلى أقصى صعدة ، ولعمري من أهم أسباب عدم تفهم بعض الوزراء لمعضلات وهموم التنمية للمحافظات عدم زيارة هذه المحافظات والتعرف عن قرب لهمومها ومشاكلها ، إن ثورة التغيير اندلعت شرارتها الأولى من محافظة تعز هذه المحافظة التي تعد شريان الحياة لليمن بحاجة إلى مزيد من الاهتمام والرعاية والمشاريع ، فيما عدنوحضرموت والحديدة بحاجة ماسة إلى اهتمام حكومة الوفاق ، ومنح الصلاحيات للمحافظين صلاحيات حقيقية لا تعيقها رغبات أو عناد أو تسويف وزير أو غفير. ( والله من وراء القصد )