يعتقد البعض أن الزهو والكبر والشعور بالعظمة من مكملات الشخصية التي تحظى باحترام الآخرين وتقديرهم ، ونتيجة للمجاملة والنفاق الذي يظهره البعض الآخر تتحول المسألة إلى حالة من الوهم الدائم الذي يشغل أصحاب الاعتقاد والمظاهر الفارهة ، وهو مايجعل هذه التصرفات تتحول إلى مرض مزمن يجعل صاحبه محط سخرية وابتزاز من الانتهازيين الذين يجيدون النفاق ويصورون الأشياء على غير حالتها الطبيعية . إن هذا المرض المزمن أغلب ماتشاهده في الحياة السياسية والاجتماعية الأمر الذي يخلق نوعاً من التيه والضياع يقود إلى الشعور بجنون العظمة لدى أولئك المرضى ، وتزداد ظاهرة الابتزاز والانتهازية ليصبح بعد ذلك كله الخطأ صواباً والصواب خطأً والتواضع شذوذاً والسائد المطلق الغوغائية والهمجية ، والغريب أنك تجد في المشهد السياسي والاجتماعي من يروج لذلك السلوك ويعظم ممارسته ويجعله وسيلة لتحقيق الأغراض السياسية الذاتية على حساب القيم الدينية والوطنية والإنسانية بل نجد الانتهازيين يستخدمون المُثل ويجعلونها وسيلة للوصول إلى أهدافهم العدوانية والغوغائية ويجعلون من المغفلين الذين يشعرون في بداية أمرهم بالنقص في ذواتهم ويسعون لتكميلها بالمظاهر الفاجرة . إن الانهيار الأخلاقي الذي أصلته الأزمة السياسية وجذره الانتهازيون والنفعيون وتجار الحروب وصنّاع الأزمات وعبيد المال ، ووقع فيه المغفلون ومرضى النفوس ، قد بدأ يؤشر سلباً في جدار النسيج الاجتماعي والسياسي في الحياة اليومية ، وقد لاحظ العقلاء أن الآثار العدوانية التي تظهر جراء تلك التصرفات الغوغائية كارثية على مستقبل الحياة الاجتماعية والسياسية والدينية الأمر الذي يتطلب تكاتف الجهود الدينية والوطنية والإنسانية لإزالة تلك الآثار والنأي بالمجتمع الواحد الموحد عن تلك الظاهرة الخطرة على الحياة الانسانية ، وهو واجب ديني ووطني وإنساني من أجل حياة آمنة ومستقرة وموحدة بإذن الله.