خلال الأيام الماضية من شهر أكتوبر كان هناك نشاط بقيادة ورعاية وزير التربية والتعليم حول الوضع التعليمي التعلمي في الجمهورية اليمنية عموماً، مع أن السنوات الأخيرة كانت هناك دورات تدريبية شملت المعلمين والإدارات المدرسية، ومعلمي الصفوف الأولية، والتوجيه، وهي دورات تذهب هدراً، لأنه لا يتبع هذه الدورات متابعة ميدانية لتقييم الأثر لهذه الدورات من عدمه، ولا أدري لماذا لم يكن هناك متابعة ميدانية لأثر التدريب في الميدان ؟! مع أن هذا مهم جداً لمعرفة ايجابية وفعالية الدورات وهل المتدرب يسعى ويحاول أن يقوم بترجمة ما تعلمه واكتسبه من مهارات ومعلومات في حياته العملية، أم لا؟! ولذا فإن الملاحظ أن الدورات لا ينعكس أثرها على الميدان، إهمالاً ولا مبالاة، وحفاظاً على المصالح!! التعليم في بلادنا وضعه محزن بل مؤلم جداً، ولا يجب أن نتناوله بلغة النفاق والمجاملة.. إنما يتطلب أن نتناوله بكل موضوعية، وواقعية.. لأن عدم اعترافنا بالمشكلات يعني عدم معالجتها، والسكوت عنها كمن يدفن رأسه في الرمال، والنتيجة في النهاية أن ندفن الوطن في الرمال!!إن التعليم يعاني الكثير، فأركان العملية التعليمية التعلمية كلها مختلة بل متردية من ناحية الإعداد العلمي عامة، ولغياب المتابعة وسوء المنهجه وتصميم المناهج الدراسية، وانعدام الإدارة الواعية والمسؤولة، وضعف التوجيه، وعدم تأهل معظم كوادره، صار عبارة عن لوكندة للراحة والنوم، أو مكان لتغفير التربويين الذين يعملون في الغربة أو داخل الوطن ناهيك على أن نسبة كبير من كوادر التوجيه ذات مؤهلات أقل من جامعية، “دبلوم متوسط، وثانوية عامة، ودبلوم معلمين” ناهيك عن أولئك الذين ليس لهم علاقة بالتوجيه، وحين تريد الوزارة تصحيح الوضع لا تقدر على ذلك بسبب تدخل المتنفذين والأحزاب والنقابة تسير المظاهرات فتضطر الوزارة إلى العودة عن قرارها.. وهذا ماحدث فعلاً حين استبعدت الوزارة عدداً ممن صعدوا إلى التوجيه دون أن تتوافر فيهم شروط التعيين في التوجيه. وقس على ذلك، والمشكلة أنه ومنذ 2003م والمكاتب في المحافظات، والإدارات في المديريات والمجالس المحلية، والمحافظات كلهم يعينون في التوجيه، والرقابة والتفتيش رغم أن هناك قراراً وزارياً مدعوماً بقرار من مجلس الوزراء يمنع منعاً باتاً تعيين أو تكليف أحد للعمل بالتوجيه، حتى يصوب وضع الموجهين العاملين.. أي أن الفساد وعدم الالتزام بالقرارات الوزارية والحكومية أحد أسباب تخريب التعليم، أي أن التعليم وإصلاحه مرهون بإصلاح الدولة بشكل عام فهو جزء لا يتجزأ من الحكومة أو الدولة. إن إصلاح التعليم بحاجة أولاً إلى فلسفة تربوية وطنية غير حزبية، وابعاد قطاع التربية والتعليم عن السياسة والحزبية، واللتان يزداد تدخلهما اليوم .. ليأتين على النفس الأخير مما بقى للتعليم. رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=455486977823716&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater