لا يمتلك العرب سوى الحزن على غزة، الحزن المتشنج، الحزن الذي يصير مع الأيام حزناً خاوياً ادعائياً لئيماً، وباعتقادي ما أكثر الحقد في قلب الغزاوي على هؤلاء ذلك أنهم يعيشون بشكل مضحك تماماً في وهم الكرامة، بينما لم يقننوا الأحقاد فيما بينهم كما هو واضح وهكذا: ببؤس مجتمعاتهم غير الفعالة وحكوماتهم التي تحركها إرادة الخواء والزيف، لا يعترفون بعجزهم، معتقدين أن الآمال الدينية وحدها تكفي على أنها علة الاندفاع النفسي نحو تحفيز السذاجة الجمعية فيما بينهم كعرب أو كإسلاميين، بحيث نرى الاشمئزاز المتبادل بين السنة والشيعة مثلاً أكبر من الاشمئزاز المتبادل بين المسلمين والكيان الصهيوني الغاصب، والمفارقة أن المعنى الديني نفسه يصبح مجرداً من المعنى بسببهم، إلا إذا كان الإسلام يريد موتى وحمقى على الدوام!. ففي السياق يكون العرب وسنة المسلمين وشيعتهم مجرد برابرة في استغلال المأساة الفلسطينية لا يفرقون كثيراً عن بربرية صانع تلك المأساة «الكيان الصهيوني». وبالتأكيد لا يمكن للشعوب المنقادة أن تنتبه لهذا التناقض الحاد، بل إن هنالك من خلق لنفسه مصالح شاسعة من وراء ظهر القضية الفلسطينية، ولا يهمه سواها حتى وإن أغدق في دعم القضية الفلسطينية أيضاً. *** هموم الوجود كله يتكثف في غزة وغزة تحرسنا جميعاً أكثر حنكة من الأمل وأقل تطرفاً من الأساطير كل هذه الحيرة المهووسة و إنسانيتنا المحاصرة جداً كل هذا التوازن الحلمي الصعب وأفقنا الشخصي الجماعي المختنق. رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=466363616736052&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater