تكثر توجسات المرء حين يفقد قدرته على الإحساس بالأمان .. وتتكاثر حيرته كلما داهمته الخطوب وهو لا يملك إزاءها وعياً ولا حلاً ولا رشاداً يقيه بؤس الحيلة .. ونقمة الرضوخ لليأس .. وانفراط ما تبقّى من مسبحة الانتماء للأصل من الذاكرة .. والانفصال عن دائرة الثبات والمنطق والقوّة. والإنسان العربيّ بطبعهِ يفقه ضجيج ما حوله أكثر مما يفقه ذاته .. أو ينتمي إلى تفكيك أوجاعه قبل أن يحاصرها بأوزار تشعبات مواجع البعيد رغم إحاطته .. والغريب رغم يفاعته في لعبة الاستقواء على الشعوب المُنهكة وهي تحصد نتائج هفواتها وانخراطها المرير في النحيب اليوميّ واللاجدوى من تبرير الخطايا المكررة. لهذا كيف سيشعر بالأمان من يحتفي كل يومٍ بتعميق فجوة الخيبات حول خطوط مساراته في وضح الكآبة .. حتى إذا ماعاد أدراج أحلامه بعتمة الحقيقة تهاوى في ذات الفجوات دون أن يكلّف ذاته بعض انتباه وعي يُجنّبه مزالق الردى. إنني لأعجبُ ممن يبحث عن الحلّ ويدافع عن المعضلة .. ويزهو بالحلم وهو يتمسّكُ بالوهم .. ويرجو وهو يوغل في التذمّر من الصراخ .. ويطوي صفحات الإقدام وهو لم يزل في دائرة الخمول. رابط المقال على الفيس بوك