البعض لم يدرك بعد أن قصور الرمال الرخوة قد انهارت، وأن أحلام الغفلة قد داستها عجلة التغيير، وعبر عليها قطار الثورة الشبابية المدفوع بالوعي الوطني الناضج المحصن والمؤمن بالتغيير وإقامة الدولة الحديثة وبناء اليمن الجديد.. هؤلاء مازالوا متقوقعين في متاريسهم الشمولية القديمة.. متحجرين في شرنقة الجمود الفكري ولم يتحرروا من قيود الاستبداد والفساد والنزعات المريضة التي ما فتئوا يعملون على استنباتها وتبيئتها.. دون أن يستوعبوا أن البيئة الوطنية أصبحت اليوم تتنسم النقاوة الثورية التي لا تقبل بالأفكار البالية الهدامة وترفض وتلفظ كل بقايا الفساد والاستبداد..! هكذا تغيب عنهم الرؤية، لذلك نقرأ حملاتهم الإعلامية، بمضمونها الاحتجاجي التهكمي، واستعراضها لقضايا الوطن على نحو ميكانيكي قاطع وأحكام جاهزة مغلفة تتداخل بتأويلات مبهمة، يبدو التشاؤم أكثرها طغياناً.. في محاولة بائسة لتأليب الموقف الشعبي وخلق مناخ للتوتر الاجتماعي للزج بالوطن والنظام السياسي الوطني الجديد في دوامة مفرغة من الأزمات المفتعلة التي لا تجد التعبير عنها على أرض الواقع، بقدر ما هو الهدف وضع العراقيل أمام إنجاز الاستحقاقات الوطنية الراهنة والمقبلة التي تضمنتها بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، وغيرها من المرامي الخفية الانتقامية والتخريبية والتخريجات التي ترددها وتروج لها في آلية وتقليد ببغائي وسعي محموم للهدم بكل بشاعته يعكس نهجاً مغامراً لنفوس جبلت على تدمير الذات وتدمير الآخر بممارسات وأفعال شيطانية نزقة..! كيف لنا توصيف هذه الحالة (الظاهرة).. غروراً افتئاتاً وغطرسة عمياء.. أم هي حالة إحباط وتشاؤم.. أم فقر أخلاقي وروحي وفكري..؟! أم كل الحالات مجتمعة هنا، تؤكد عن أعراض مرضية لنفسيات غير سوية وعقليات مهزوزة فقدت بوصلة التوازن؟! ليس من الحكمة للمرء – أياً كان - أن يعيش حياته غارقاً في مستنقع الماضي بموروثاته الرثة المرضية، وأن يظل مصفداً، إلى الأبد، بأغلال تهاويل الكهنة وقيود الاستبداد والفساد..! [email protected] رابط المقال على الفيس بوك