منذ فترة وأنا ألاحظ انسكاب الهجوم بغزارة على تعز من الداخل والخارج للمدينة ولا استغرب ذلك الهجوم لعلمي المُثبَت أن تعز تمر بظروف أكثر ما يمكن القول عنها إنها قاسية وصعبة جدا ولكن ما استغربه أن يتحامل الهجوم على المدينة أبناؤها القاطنون داخل تعز و خارجها ويُعد هذا التحامل أمرا معيبا لأبناء تعز خاصة وأنه يعكس مدى صفرية إحساسهم بالتقصير تجاه مدينتهم بالدرجة الأولى ومن ثم عدم جدوى عيشهم في مدينة بمثابة (الأم) ، وهل تلوم اُمك وتعاتبها إن تعبت يوما من لؤم زمن قد تكون أنت فيه سبب شقائها ، ولا تسألني كيف فطمتك يعد شقاء بحد ذاته وهجومك المعيب كذلك ... منذ عشرين عام وأنا اقبع تحت سقف هذه المدينة التي تشاركني الحُلم بأن نتنفس هواء الحياة نقيا وبشراهة ودون خوف أو قلق من أيدٍ خفية قد تسرق حلم أنثى بتسريحة فريدة ، ولكن ما حصل ويحصل أن هذه المدينة كأحلامي تماماً؛ مطعونة بساكنيها ، سكان يحبون تعز حينما تكون نظيفة ويقبّحونها متى ما رأوا مخلفاتهم (الأذية) عليها ، بشر سقف حياتهم في هذه المدينة لا يرتفع عن حُلم مطوي قد يتفشى كعاصفة ألم على كل من يشاهده حتى على الورق ، يتحدثون عن شوارعها وكسادها وفسادها ويتناسون أنها أمهم واُم الجميع ،وكأي أم جريحة يهزأ بها أبناؤها بدلاً من انتشالها من الوحل لن يزيد جراحها إلا سقما .. فلا تكن أنت والزمن عليها أيها التعزّي ! دعونا نعترف أن هناك من أبناء هذه المدينة من لا يريد لها أن تنهض بل ويزرع لها الشر والمكايد كلما فُتحت ثغرة للأمل ، هؤلاء يبحثون على المناصب والمصالح ولو على جثث أبنائها وجراح تعز ، يحاربون شخصاً لمجرد أنه يحلم بمدينة تشبه (دبي) ومن ثم يحاصرونه بالعجز عن فعل أي شي ، كيف لا وهو حتى الآن موصود بالمكايد والعقبات من أطراف سياسية وحزبية همها الوحيد هو إفشال أي محاولة منه لبعث الحياة من جديد على أرض تعز .. أقولها وبصراحة ..أنا أول من وضعت آمالي بشوقي هائل في تحسين وضع تعز بين المدن الأخرى لمعرفتي ما الذي يعنيه أن تحب بإخلاص وأن ترى اُمك كعينك وتحارب لأجل عينك ولكن بعدما لمست أساليب قذرة ممن حوله لكسر آمالنا وحلمه أدركت ما يعني أن “يد واحدة لا تصفق” ، فلا تنتظر من أي شخص أن ينتشل أمك ما دمت أنت بالدرجة الأولى من تزج بها إلى الهاوية وبدفع المصالح ... هي رسالة مني لأبناء هذه المدينة أبدأهم بنفسي كابنة شرعية لهذه المدينة بشهادة سنوات عشتُها تحت جناحها .. لا تترك مجالا لأي شخص أن يهزأ منك لمجرد أن مدينتك جريحة وأنت تتفرج عليها وافعل ما تستطيع ولو بكلمة مناصرة تبعث الأمل على أرض تحبك ولم تدر بعد أنك تحبها أم تبغضها ، هذه المدينة لا تستحق ما يحدث لها فكلما أوشك جرح على أن يندمل نبتَ جرحٌ آخر ..اتركوها بسلاااااااااااام .. رابط المقال على الفيس بوك