• ما زلت أذكُر قبل سنوات كيف كانت القلوب كما البيئة نظيفة إلى حدٍ ما...كُنا نستقبل وجه الصباح بابتسامة بريئة خاليه إلا من الأمل وكانت الأكف تحتضن المياه من الحنفية ونُشرّع بشُربها دونما النظر إلى لونها المُصْفِر ..كانت اللقمة تُطفئ لهيب الجوع وإن كانت بحجم الإصبع ودائماً ما كان الهناء يسبق الجوف قبلما الشعور بالتعب في جلبها.. ومازلتُ أتذكر جيداً عودة أبي الغالي إلى المنزل وبيديه حمولة فواكه كنتُ اشتمها من باب البيت وأسعد جيداً حينما ألتقط إحداها وأهرب لأكلها ويوبخني والدي لعدم غسلها خوفاً من أن تصلني جراثيم المرض العالقة بقشورها ومع ذلك فطعمها بدون غسل عالق بالذاكرة... ولم أنس قط (لمّة) أصدقاء الطفولة التي تجلب في النفس السعادة والطمأنينة... وحتى الخصومات دائماً ما كانت تغسلها مياه التسامح بقليل من الاحترام وتزيل عنها قليلاً من الدُكن القاتم في جوفها... سيل من الذكريات يُغرق مدامع القلم بحِبر الفُقد الموحش لبيئة نظيفة جميلة ومعانٍ أجمل.. بيئة لم تكن فيها المياه المجهولة المصدر ولا الوجوه المشوهة ولا حتى لقمه تُشعل اللهيب ولا حتى زرع تنمو جذوره بين الكيماويات. • والآن أتخيل أنه سيأتي جيل قادم سيقف بلحظات تشبه هذه ويتذكر..كان يا ماكان ..كان هناك بلاد قومها باتوا يمضون ويعدون الوقت من كثر الضجر! زحامٌ فوق أكتاف السعادة كلما خفّت بهم أوجاعهم زادهم البعض سقر.. قومٌ قد شربوا الحلم بكأس من خمر ،علها السكرة تلوي الاذرع ويموت اليأس فيهم و ينتحر.. بلاد قُسّمت أحلامنا فيها بين إفتاء وشورى بالحديث لم نلق خبراً، لن نلقى خبراً. •يبقى لي القول : بأن لا أحد يستطيع أن يحظى بكل شيء خاصة حب الجميع له لكن من الجميل لو أستطاع أن يكسب احترام خصومه أيضا إلى جانب احترام محبيه حتى يعم السلام الحياة، ولطالما ارتبطت الفروسية والمنازلات التي كانت تحدث بين الفرسان بالشهامة والنُبل والمروءة بين الخصم والخصم الآخر فكم هو جميل أن يكون لك خصم نبيل عوضاً عن صديق نذل وكم هو أجمل أن تتبادل الاحترام مع خصومك عوضاً عن تبادل النفاق مع أصدقائك ولكن الأجمل دائماً أن تحظى باحترام الخصوم والأصدقاء في آنٍ واحد... وأخيراً نحن بحاجة فقط إلى قلب جميل يحمل روحاً أجمل حتى نستطيع رؤية الكون بلون النقاء وإن لم يكن كذلك. رابط المقال على الفيس بوك