منذ فجر التاريخ ونحن كعرب نتعارك من أجل الأشخاص ونترك القضايا, يموت الأشخاص والقضايا معاً، ولو ركزنا على القضايا والمشاكل وتطوير الأداء والتنمية والوسائل لكنا اليوم في مصاف الشعوب المحترمة.. لدينا نزعة وثنية لم تطهرها رسالة التوحيد وهي صورة من صور الشقاء... كل المعارك والحروب والثورات تنتهي بدون رؤية وطنية لأنها تنصب على أشخاص ولا تمتلك مشروعاً، وأمة بدون مشروع أمة ميتة لا تصلح إلا للكنس والتطبيل وأعمال العبيد، لذلك نرى تاريخ العرب تاريخاً شخصياً فلان طلع وفلان نزل فلان يستحق والآخر لا يستحق، زيد أحسن من عمرو ونختلف على هذا الأساس فلا نصل الى طريق لأننا لم نبحث عن الطرق وإنما كيف نكون دواب ليركب الفلان أو الفلتان، التسابق كيف (نُركب) وكيف نتسابق على وظيفة البغال وتبقى المناطحة والتدمير سنوات لتنتهي بتنصيب فلان فيفرح الناس ويحتفلون ويهللون ليس بمناسبة انتصار المشروع وانتزاع الحقوق والوصول الى حل لإشكالية الحكم والاستحواذ بالسلطة والثروة وانما بانتصار فلان على فلان، وتبقى المشاكل هي المشاكل .. لقد وقف التاريخ بنا في عتبة الشخصانية و الصنمية ولم يتحرك بنا الزمان بينما طار بالأمم إلى الفضاء والمدنية والحقوق المتساوية.... ولأننا أمة تبهر بالشخص والصنمية فقد حصدنا حكاماً على قدر نوايانا الصغيرة وتمادى البعض في الاستهانة ليشرعنوا للصنمية ويخترعوا كذبات باسم الدين بأن الله اصطفاهم حكاماً وسادة وخلق بقية الناس من أجلهم عبيداً، وهي فكرة يهودية بالأساس وما كان لها أن تجد طريقاً إلى أمة التوحيد لولا هذه القابلية للعبودية وتقديس الشخص والدوران حول الصور والتماثيل وهي مصيبة ثقافية لن نتجاوز حالنا البائس مالم نتحرر من الانبهار بالشخص والخروج من ثقافة الصورة والصنمية المتغلغلة في النفوس. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك