حين يعتبر الشعب مجرد أداة تستخدم لتوحيد تناقضاتهم السياسية واختلافاتهم الحزبية وقتها لا نبحث عن مولود ثورة أسميناه وطناً حتى لانرى الخجل يُحاصر أصواتنا ونحن نتساءل أهذا الوطن الذي أنجبته الثورة؟ فوضى عارمة على امتداد الوطن تصدح بالعبث بكل شيء دون تمييز بين المعقول وغير معقول والمحدود وغير المحدود فوضى غير محصورة بمدى أو توقف عند نقطة تخريب فوضى سياسية خلقت صراعات بليدة وفوضى اجتماعية أوجدت الوجاهة والنفوذ والهيمنة بصورة شيخ يوازي دولة وفوضى اقتصادية وقعت كوارثها على مواطنة غائبة وغربة مفروضة وفوضى تعليمية شيدت مؤسسات شامخة بالفساد المالي والإداري الذي ينعكس على مخرجات شبه متعلمة . - فساد لازال يستوطن المؤسسات بمختلف أنواعها في ظل الافتقار للإطار القانوني للدولة المدنية الحديثة التي هي الأخرى لم تر النور بعد حتى بتوجه وسلوكيات من يسبحون بذكرها ليل نهار . - النظام القبلي الذي جعل القبيلة هي المسيطرة على مقاليد الأمور سياسياً واقتصادياً لتظهر عائقاً للتغيير فهي تسعى إلى أن يكون مسار الأهداف المنشودة ذا توجه عكسي والشاهد على ذلك أمران في غاية الوضوح والإدراك الأول ما يحصل كل يوم من اعتداء على خطوط نقل الطاقة الكهربائية وأنابيب النفط والأمر الثاني عجز الجهات المعنية عن اتخاذ إجراء صارم بحق هؤلاء المخربين لتبقى القبيلة هي الحاكمة في ظل غياب الدولة. - بقاء كتل سياسية مبنية على قاعدة ساذجة شعارها إن لم تكن معي فأنت ضدي تصدح بها القوى التقليدية التي تخوض معارك الخسارة بجدارة غياب الفكر السياسي لتكون الهزيمة فادحة تفتك بالوطن وتسحق المواطن. هذه الثلاث العناصر الفساد والقبيلة والقوى التقليدية تجعل منجزات الثورة ورؤية التغيير محصورة في رحيل شخصيات النظام السابق ليبقى الواقع كما هو وتبقى تلك الأدوات البالية هي التي تحدد مصير الوطن بعيداً عن سيادة القانون وحداثة الفكر الذي يقود نحو التطلع لدولة مدنية ومواطنة متساوية . بقايا حبر : صباح يشرقُ وليل يأبى أن يغرب في كوابيس العبث تصحو قلوبنا على صوت ملائكي وتغفو عقولنا على خشونة القلق [email protected] رابط المقال على الفيس بوك