الأمل بالقادم الأجمل ينبت من رحم الروح الحية المتفائلة، واليأس خدج الروح، وعالمنا يفرض علينا أن نصارع الملمات ونخرج من ركام المعوقات، ونصنع لطريقنا هدفاً، ولحياتنا غاية، والمتساقطون على جنبات العالم، وبقاؤهم في هوامش الحياة صنعة خدج الروح، وخفوت نور الفكر القائد لديهم. الاهتمامات التي تصاحب الأجيال هي وقود إشعال لمنافع الجمع أو نار تأكل الجميع وأدوات بناء الجيل هام لبناء الأوطان، والنواة الأولى الأسرة وهي المردود الأول سلباً وإيجاباً في صنعته. الأجيال المتساقطة في الفكر والعلم وبناء الذات والمشاركة المجتمعية الإيجابية كفراش أوهوام حول النار يحومون حول مسافة محددة جلّ اهتماماتهم الرؤية القريبة في حدود بقائهم واكتفاء ذواتهم بمقومات هابطة وتنازلات كبيرة لمبادئ القيم والذوقيات والطموح، وعلى ذلك هم لا يُعجلون بحياتهم بِعَدٍ تنازليٍ نحو دونية العالم المجهول ، بل يقودون عالم من حولهم إلى ظروف مبهمة معتمة الخوف معها أكبر نسبة من الأمان، وبالمقابل جيل التحدي من يصنع ذاته في غياب الإمكانيات ويُسخر طاقاته للبناء جيل يقفز على حواجز الإعاقات إلى نهاية ماراثون الطموح والإبداع، ولايركن إلى تفاهات المظاهر، وحصالة ضياع الوقت المهدور، وفقاعات التشويش والتشويه، لا ينساق نحو بيئة التآكل والانقياد التأثيري (الروبوتي) بالريموت كنترول. نرى أمام أعيننا جيلاً يتساقط ويذوي، يُنهي عمره بأقل مرحلة زمنية في الحياة، رقم فائض، مركون ببطالة عقل، وطاقة مهدورة، وجيلاً تتعايش معه لحظة إكبار وأمل قادم جميل، متعدد الأبعاد الإيجابية كحل واحد بأكثر من طريقة، يدهشك بنوره في عالمنا الحالك، ويأسرك بقدراته في عالم مثقل بالأزمات، لا يمكن أن نطلق على الجيل جيل التحدي إلا إذا وقف العالم عائقاً أمامه فيصده بروح التحدي والإصرار الموثوق بالقدرات، فينبعث من تحت ركام الرماد متوهجاً، ومتأججاً طاقة مليئة بالأهداف، وتحقيق نتائج الرغبة الراقية في ذاكرة وواقع الحياة. ما الذي ننتظره من جيل فاقد لسلوكيات حياته البسيطة بشكل غير سوي، ناهيك عن رسم أهداف الحياة بإعاقة كاملة. ولا يقف الأمر عند إعاقة نفسه، بل يرمي مخلفات فشله على المجتمع كله ،وحوله دائرة معيشته، والسلوك النافذ منه وهو فاقد لمعنى الحياة يُفقد عن غيره لذة الحياة ومعانيها، ولذلك فجيل التحدي يُعد أسطورة زمنية، حين يتجاوز السلبيات المتراكمة والمتصاعدة غبائرها، فتمطر روحه لتجدد حلاوة الحياة وذائقة النجاح، وخلاص المجتمع، فيبدو الجانب المشرق المبدد للسحائب الكاذبة فيحيي هذ الجيل أملنا المحتضر. رابط المقال على الفيس بوك