لا أدري لماذا تصرّ حكومة الوفاق على تذكيرنا بين فترةٍ وأخرى بأن ثورة الشباب المسروقة هي مجرد عقاب للشباب.. وإيغال قميء في تفتيت آمالهم وأحلامهم.. ولن يكون توجهها بإيقاف التوظيف لأربع سنوات قادمة هو العقاب الأول والأخير. وحسب ما نعلمه أنها مجرد حكومة توافقية لمدة سنتين.. لكنهم يصرون على قرع كل أبواب ونوافذ هواجسنا كشباب في أنهم يسعون للتنكيل بنا أكثر من حكاية سنتين.. وأبلغ من تحطيم آمال.. بل هو الإصرار على النكاية من السُذّج والعبث بمقدرات طموحاتهم. فأين هو التغيير إن كان الشباب العاطل تمتلئ بهم الشوارع والأرصفة والبراري والجبال؟.. وأين هو قاموس خدمة الوطن من أفعالهم الرديئة والتي لاتصبّ مجملها في خدمة الوطن ككل أو الشباب كخصوصية يدفعون بهم لتحقيق بعض ما يصبون إليه. وما يصيب الشباب بمقتل هو التبرير الرديء لهذا التوجه القمعي للتوظيف بأنه يهدف لتحقيق أهداف الموازنة العامة للدولة.. وكأنّ الموازنة مهيأة فقط للهبر والسفريات والفعاليات الباهتة والتي لا تُسمن أملاً ولا تُغني طموحاً سعى إليه الشباب فوقعوا في أسوأ العواقب الوخيمة. والأدهى من ذلك هو ماجرى من تجنيد الآلاف من الموالين لحماة الثورة «الثروة» على حساب الشباب العاطل والشباب المتعاقد بأبخس المرتبات لسنوات طوال.. وكأننا سنغزو الفضاء بالجهلاء والذين لا ديدن لمن يقودهم إلا الإستحواذ على خيرات هذا الوطن المذبوح من الوريد إلى الوريد. أملنا كبير في رئيس الجمهورية بعد الله.. أن ينتصر للشباب المستحقين للوظائف.. وألا يتهاون مع ضغوط الأحزاب المتفيدة لمصالحها الضيقة لتمرير الصفقات المشبوهة تحت شعار الوفاق السياسي الذي يبدو أنه سيقضي على آخر آمال الشباب. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك