الأمريكان مشغولون بعودة المفاوضات الفلسطينية مع كيان العصابات الصهيونية، ويظهر ذلك من عودة «جون كيري» إلى المنطقة، مؤكداً أنه لن يغادر حتى تدشن المفاوضات بين الفلسطينيين والصهاينة، وعودة «كيري» إلى المنطقة تهدف إلى استطلاع الأوضاع في المنطقة، وخاصة بعد إطاحة الشعب المصري بالإخوان المسلمين من السلطة، حيث حتى الآن الإدارة الأمريكية لم تفق من صدمة سقوط الإخوان في مصر، وتفكيرها «مدربك»؛ لأنها تشعر بأن الربيع العربي ونتائجه بدأت تتهاوى، ولم تعد - حسب كيري - الإدارة الأمريكية تدرك مستقبل مصر إلى أين بعد رحيل الرئيس «مرسي»؟. إن كيري يعود من جديد في المنطقة ليطلع عن كثب عما جرى في مصر، وإلى أين تساق مصر خاصة وأن حركات كحركة «تمرد» في مصر أعلنت عن نفسها في ليبيا، وتونس، وأن تحالفات حزبية جديدة في المغرب ستطيح بحكومة العدالة والتنمية في البلاد.. أما الجزائر فلم يطل أي ربيع عليها.. إنها تحولات تقلق الإدارة الأمريكية من عودة أنظمة راديكالية محافظة ثورية تقدمية؛ لأن الربيع في هذه الحالة في المنطقة العربية سيتحول إلى محرقة للمصالح الأمريكية.. وخاصة أن الربيع فشل في اليمن، بينما هناك ربيع في تركيا سيطيح بأردوغان، وفي العراق بدأ الجيش العراقي بتنفيذ عمليات عسكرية ناجحة ضد الجماعات المسلحة والإرهابيين من القاعدة وجبهة النصرة، وهو ما يدعم ويساند الجيش العربي السوري في حربه ضد الجماعات المسلحة.. كل هذا يوضح أن ما أطلقت عليه الإدارة الأمريكية «الربيع العربي» أصبح يتآكل في الوطن العربي، وأن هناك ربيعاً عربياً حقيقياً وليس أمريكياً أطل بزهوره وبراعمه التي ستتفتح عن ثورة عربية تحررية جديدة. أما بالنسبة لفلسطين فمن الصعب إقناع الفلسطينيين بالعودة إلى المفاوضات مع حكومة العصابات الصهيونية و«كيري» سيفشل في هذه المهمة؛ لأن الذي عجز عن إقناع العصابات الصهيونية بإيقاف الاستيطان سيعجز عن إقناع الفلسطينيين بالعودة إلى المفاوضات، خاصة أن الأمريكان وسيط غير نزيه.. وأيضاً لأن - وهو الأهم - الأمريكان لا يملكون أية خارطة طريق واضحة وشفافة لعودة المفاوضات، ولا ذكر لأي مرجعيات للمفاوضات.. أي أنه لا يوجد أي أساس أو مغر أو مشجع للفلسطينيين كي يعودوا إلى المفاوضات. الإدارة الأمريكية ضاعت عليها البوصلة، وعليها التأكد من فشل سياساتها في فرض أنظمة ملحقة بها، أو فرض هيمنتها وسيطرتها على الشعوب العربية.. فكل مشروع في الوطن العربي تشتم منه رائحة الأمريكان مباشرة وغير مباشرة يرفضه الشارع العربي ويسقطه.. وهو ما يدعو إلى إصلاح سياستها من التآمر إلى الصداقة الحقيقية. رابط المقال على الفيس بوك