مع الحديث عن الدولة العلمانية التي ربما يتمخض عنها مؤتمر الحوار، بدأ الكثير ممن يدعون الليبرالية ويعتقدونه مذهبا منزها عن الاخطاء بمهاجمة الدين بطرق بالية عفا عنها الزمن.. قبل يومين كنت في جلسة نقاشية حول المرأة والتمكين السياسي لها، وكان الحاضرون والحاضرات كلهم تقريبا من أتباع المذهب الليبرالي والداعون إلى دولة يمنية علمانية طبعا كانوا يتحدثون بطريقة «يا أرض أنهدي ماعليك أدي »على رأي أخواننا المنكوبين المصريين، كل حديثهم تقريبا كان عن مشايخ الدين وكيف أنهم يظلمون المرأة وينظرون لها كجسد ولا يعطونها حقوقها و....و... يعني كلام غير منطقي البتة.. وعلى أساس أن مشايخ الليبرالية ينظرون للمرأة على أنها إنسان بغض النظر عن تفاصيل جسدها الذي يعتبرونه مشاعا يحق لهم تحسس والعبث به، وعلى أساس أن الليبراليين الذين يكثرون الحديث عن حقوق المرأة تجد نساءهم “ بسم الله ماشاء الله” قياديات وناشطات...؟؟ وعلى رأي المثل يا اخواني الليبراليين “ حارتنا ضيقة ونعرف بعضنا” فاللبرالي هو اكثر الرجال سوءاً في تعامله مع نساء بيته وكبت حرياتهن، واللبرالي هو أكثر الرجال امتهانا لحرية المرأة وإنسانيتها، الشيخ الليبرالي يختلف عن الشيخ الديني إن الثاني يريد أن يتزوج اربع نساء ليتمتع بهن بحجة أنه يخاف على نفسه من الوقوع في الحرام بينما الأول يريد أن يعاشر كل امرأة تقع عليها عينه ولا يرغب أن يتزوج بأي واحدة منهن بحجة الليبرالية، شيخ الدين يرى صوت المرأة سواء كانت من نسائه أو من نساء العامة عورة ماعدا في الإنتخابات فإن صوتها يعد مباحاً ومكسبا، بينما شيخ الليبرالية يرى صوت المرأة مباحا ومثيرا وحقاً له يجب أن يتمتع به طالما هذه المرأة ليست قريبته.. لست من المعجبين بمشايخنا وطريقة تفكيرهم تجاه المرأة ولكني ايضا لست مع التحامل ضدهم، خاصة حين يكون الطرف الآخر أكثر سوءاً.. وأيا يكن هدفهم فهذا لن يعطي للبراليين الحق في فرض دولة علمانية على شعب 99 % من أفراده مسلمين وبتعصب، الإسلام ليس ملكاً لمؤتمر الحوار الذي جمع فيه أصلا المتردية والنطيحة، والحديث عن دولة علمانية هو حديث خطوة تصنيع من كل فرد يمني قنبلة موقوتة، ويحتاج إقراره والغاؤه إلى استفتاء شعبي ولا يحق لأولئك المدعويين أن يفرضوه، ومهاجمتهم لمشايخ الدين لن يشرعن لدولة علمانية لسبب بسيط جدا أن أخطاء هؤلاء المشايخ هي تخصهم وحدهم وهي إجتهاداتهم وحدهم ولن يستطيعوا فرضها علينا سواء رجالا أو نساء، فلا هي مردها الدين الصحيح ولا يمكن لصقها على الإسلام فالحلال بيّن والحرام بيّن، ومن ثم الموجودة حاليا هي دولة إسلامية بالاسم فقط أما فعليا فهي دولة علمانية، ولكن احتراما لحساسية الشعب تجاه المسمى الكلي لدولته يجب أن لا تمس مثل هذه الثوابت.. ثم أن فكرة مؤتمر الحوار جاءت من أجل الخروج باليمن من شبح الحروب الأهلية وبناء اليمن الجديد و..... و.... ويكفي أن يخروجوا منه بكم مادة فيها الاهتمام بالتعليم ورصد ميزانية أكبر من ميزانية الجيش للتعليم، والله هذا يكفي ويوفي، واللي ضابحين ومالهم نفس يصلوا براحتهم ياسعم في حد ماسك لهم عصا..!! رابط المقال على الفيس بوك