ما أسرع اللحظات الجميلة في حياة الإنسان .. فهاهو رمضان بنوره وعبقه وروحانيته وصفائه أوشك على الرحيل بعد أن تعلمنا في رحابه وزودنا من عطائه دروساً عظيمة في السمو الروحي والعطاء النفسي ، تربت نفوسنا في أجوائه على الترفع وعدم الخوض في التفاهات وحب الأنا والهوى . نعم سمت أرواحنا جميعاً في هذا الشهر الكريم ورهفت مشاعرنا وأحاسيسنا وقويت عزائمنا وهممنا وأصبحنا قادرين على إكمال مشوارنا في هذه الحياة . مشوار العمل والعطاء والانتاج والتواصل الدائم مع كل من حولنا برؤية مشرقة متفائلة بأن غداً سيكون أفضل من اليوم . سيرحل عنا رمضان بعد أن أخذ بأيدينا وساعدنا على ترميم العديد من العلاقات مع من حولنا بعد أن أصابها الفتور والضعف والكراهية فساعدنا على الارتقاء والإبداع والتميز في كيفية تعاملنا مع الأخر . وما أحوجنا نحن اليمنيين إلى هذا الدرس العظيم من هذا الشهر الكريم خاصة ونحن نخوض صراعاً مع أنفسنا ومع غيرنا حول تحديد مستقبل أمتنا ووطننا . ولن ترسم معالم هذا المستقبل ما لم نكن إخوة متحابين نعيش من أجل هم واحد وقضية واحدة حتى وإن أختلفت الرؤى والتصورات . إن الدروس العظيمة والمشاعر الروحية التي خرجنا بها من هذا الشهر الكريم ما كنا سنعيشها لولا تلك اللحظات العطره التي قضيناها ونحن في حالة من الذكر والمناجاة اليومية .. فنفوس البشر تطهر حينما تقف بين يدي الله لساعات طويلة تتخلص فيها من الذنوب والمعاصي والماديات التي عكرت صفو حياتنا . شكراً يارمضان فقد فجرت وأحييت العديد من القلوب الميتة .. وأعدت العديد من التائهين إلى طريقهم السوي .. وعلمت الجميع دروساً عظيمة في العطاء والإحسان ،فكم هي الأرواح السخية التي تعلمت في مدرستك معاني البذل والسخاء فأعطت بدون حساب وأمطرت من حولها بالخير والحب . نودعك أيها الشهر الكريم ومعانيك في نفوسنا باقية .. حتى نعيش هذه اللحظات معك مرة ثانية إن كتب الله لنا البقاء في هذه الحياة . رابط المقال على الفيس بوك