الشعب الأمريكي في الولاياتالمتحدة ملَّ الحروب التي تشنها إدارته ضد الشعوب الأخرى تحت مبرر نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان، وحماية الشعب الأمريكي، وتحقيق أمنه من مخاطر الإرهاب الخارجي.. هكذا الإدارات الأمريكية ظلت تضلل شعبها عبر الإعلام خلال عقود من الزمن لم يجد فيها الشعب الأمريكي سوى الإعلام الأمريكي الذي يخدم السياسات العدوانية ضد الشعوب، ويبرر للإدارات الأمريكية أمام الشعب الأمريكي أن الحروب الخارجية إنما هي لحماية الشعب من مخاطر الهجمات الخارجية الإرهابية، ولحماية أمن المواطن الأمريكي وهكذا عمقت الإدارات الأمريكية هذا لدى الشعب الأمريكي لإقناعه بأن الحروب الخارجية لإداراته إنما هي لحماية الأمن القومي للأمريكان ،وبالتالي تحظى بتأييد المواطن الأمريكي الذي يدفع نفقات هذه الحروب على حساب حياته، وعليه ظل المواطن الأمريكي مضللاً، وفريسة لأكاذيب وتلفيقات إداراته، واستخدام الإعلام الأمريكي في ذلك.. لكن مع انطلاق الفضائيات بدأ الأمريكان يستمعون إلى الآخرين، ويعرفون ويكتشفون أن إداراتهم تمارس التآمر، والعدوان ضد الشعوب الأخرى تلبية لأطماع استعمارية، إمبريالية، صهيونية، متوحشة للجماعات الرأسمالية التي لا تمثل سوى أقل من 5% من الشعب الأمريكي، وأن الشعب وأمنه لا علاقة له ولا ناقة ولا جمل في هذه الحروب العدوانية سوى أنه يسدد فاتورتها. إن الفضائيات جعلت، وسهلت للآخرين الوصول إلى الشعوب الغربية، والمواطن الأمريكي ليكتشفوا أنهم كانوا مضللين تحت تأثير الإعلام الكاذب، والملفق، والمزيف، وبعد عقود من الفضائيات والاستماع للآخرين اكتشف الأمريكيون كذب إداراتهم المتعاقبة.. فبدأوا يرفضونها ويرفضون سياساتها العدوانية الخارجية، لكن هذه المرة كان الرفض في ذروته ،حيث خرج الشعب الأمريكي في مسيرات ومظاهرات يرفضون شن عدوان ضد سورية، ويدعون ممثليهم في الكونغرس بعدم الموافقة بالعدوان على سورية، ويدعون النواب الأمريكان للاستماع إليهم ويطيعونهم بصفتهم ممثلين لهم، وهم من انتخبهم، وعليهم أن يقتدوا بالبرلمان البريطاني الذي رفض طلب رئيس الوزراء كاميرون بالموافقة على مشاركة بريطانيا في الحرب العدوانية مع أمريكا ضد سورية. الشعب الأمريكي طيب وخير، لكنه كان مضللاً بالإعلام التي تمارس الكذب معه.. وحين وصل إليه صوت الآخر من خلال الفضائيات صحا من تأثير أكاذيب وأضاليل إدارته.. وبدأ يواجه نوابه وإدارته ويتهمهم بالخيانة للشعب الأمريكي لخداعه طيلة عقود من الزمن.. بل ويتهم أن الإرهاب لا يمكن أن يأتيهم من الخارج، وإنما من الداخل من إداراتهم.. ولهذا تردد الكونجرس في الموافقة لضرب سورية.. بل أغلبه ضد الضربة.. إنها صحوة الحق، واندحار الباطل. رابط المقال على الفيس بوك