إن وحدة الأرض والإنسان والدولة ضامن أساس لمستقبل أجيال اليمن, وليس التقسيم والتشرذم, لأن المكونات البشرية للدولة اليمنية ذات جذور واحدة وليس فيها أعراق وأصول مختلفة .. فهم من أصل واحد ولاتفرقهم الأعراق والأصول غير الواحدة, وبذلك فإن الاندماج السياسي الذي تنشأ على أساسه الدول القوية والموحدة والقادرة من أعظم عناصر القوة القومية في اليمن الذي لاتزعزعه أية عوامل أخرى, ناهيك عن الدين الواحد واللغة الواحدة والمصير المشترك الذي لافكاك منه على الإطلاق. أما المكونات الجغرافية للجمهورية اليمنية فإنها واحدة متصلة لايفصلها فاصل على الإطلاق, ومساحتها في حدود المعقول أو المتوسط من مساحات الدول, بمعنى أن الذين يسعون إلى الفيدرالية السياسية ليس لديهم مبرر واحد يمكن الحديث عنه سوى الرغبة في خدمة القوى الطامعة في تمزيق وإضعاف كيان الدولة اليمنية, لأن تاريخ الدول يظهر قوة الدولة الامبراطورية اليمنية المعينية والسبئية والحميرية التي كانت تواجه الامبراطورية الرومانية من الشمال والامبراطورية الفارسية من الشرق, وهاتان الأخيرتان ذات أطماع كبرى عبر التاريخ في المحاولة للقضاء على الامبراطورية اليمنية الكبرى. لقد كانت اليمن همزة الوصل بين أوروبا وآسيا وافريقيا ونظراً لموقعها الجغرافي الاستراتيجي فقد ظلت محل أطماع الغير ومحاولة الاستعمار منذ ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد, وكان للامبراطورية اليمنية القديمة صولة كبرى في تاريخ الحياة السياسية, ولذلك تسعى تلك القوى وبقاياها إلى تحقيق رغبتها في الهيمنة المباشرة أو إضعاف اليمن من خلال دعم التقسيم والتشطير, ولذلك ينبغي الانتباه وتوخي الحذر من تلك الدعوات الانشطارية, لأن الهدف منها إضعاف قوة الارادة اليمنية وكسر شوكة أبناء اليمن الأحرار الذين يفتخرون بتاريخ الدولة اليمنية القوية والقادرة والمقتدرة لأنها الضمانة الأكيدة لحماية أجيال اليمن بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك