ما بين يوم ال22 وحتى 25 من أكتوبر الماضي الأخبار في العالم برفض المملكة العربية السعودية العضوية في مجلس الأمن الدولي، مسببة ذلك بعدم تعاطي مجلس الأمن مع القضايا العالمية بشكل صحيح، ودوره مخيب للآمال.. ما علينا.. أياً كانت الأسباب، فتعالوا معي إلى صحيفة« الرياض» السعودية الصادرة في 25 أكتوبر، ومهاجمتها للسياسة الأمريكية، منتقدة إياها بحدة، وهو أمر لم يحدث أبداً من قبل.. بل جاء في الصحيفة أن الولاياتالمتحدة تتشابه في نشأتها تماماً مع نشأة كيان العصابات الصهيونية.. حيث قامت الدولة الأمريكية على الاستيطان في أمريكا، وإبادة الشعب الأصلي “الهنود الحمر” وعلى استعباد السود.. إنه انتقاد حاد وشديد اللهجة. هذا الموقف السعودي من مجلس الأمن، موقف سليم، لأن عضويتها في مجلس الأمن لن تغير شيئاً في أداء مجلسه، كون القوى المتنفذة في المجلس، والتي تتحكم في قراراته هي الدول الخمس التي تمتلك حق الفيتو النقض “الولاياتالمتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا” فالقرار الذي تريده الخمس الدول هو الذي يصدر، والقرار الذي لا تريده لا يصدر، حتى ولو رفضته إحدى هذه الدول يكفي لعدم صدوره. أما طبيعة نشأة الدولة الأمريكية كما ذكرت سابقاً فلم تكذب صحيفة الرياض، وهو ثابت تاريخياً.. إنما خلونا مع رفض المملكة لعضوية مجلس الأمن فإنه رفض منطقي وموضوعي.. لأنها ترفض عضوية لا تؤهلها للتأثير على قرارات مجلس الأمن سلباً، أو إيجاباً، وموقف المملكة هذا يعني أن المملكة مع ضرورة إصلاح مجلس الأمن، والهيئة الدولية.. وهي متطلبات طرحت منذ التسعينيات من القرن الماضي، وفي هذه الصحيفة الجمهورية في العديد من المواضيع المتفرقة، وخلال العقد الأول من الألفية الثالثة.. وصار هناك صوت عالمي يدعو إلى هذه الإصلاحات وتحرير الأممالمتحدة ومجلس أمنها، وبقية مؤسساتها وهيئاتها ولجانها من الهيمنة التي تمارسها الخمس الدول الكبرى.. والإصلاحات ليست بزيادة العضوية الدائمة في مجلس الأمن، وإنما بإلغاء التمثيل السياسي فيه، واسناد مهامه إلى موظفين دوليين من المتخصصين في القانون الدولي، وهكذا بالنسبة لبقية مؤسسات، ووكالات، ولجان، ومنظمات الأممالمتحدة.. وهكذا بالنسبة لبقية مؤسسات، ووكالات، ولجان، ومنظمات الأممالمتحدة.. ويقتصر التمثيل السياسي على الجمعية العمومية للأمم المتحدة.. هذه الجمعية التي يصوت فيها على أية قرارات تصدر عن مجلس الأمن، أو مؤسسات الأممالمتحدة، وتكون القرارات نافذة إذا حصلت على أغلبية أصوات الجمعية العمومية، ودون أي نقض لأحد، لأن الأصوات تكون متساوية. وعليه ،فإن المملكة بإمكانها أن تتبنى الدعوة للإصلاحات، وتحريك ذلك من خلال مساع في مجلس التعاون ثم على المستوى العربي، ثم التحرك دولياً وخاصة مع دول “بريكس” روسيا، الصين، الهند، جنوب أفريقيا، البرازيل.. والنجاح في ذلك يعني إصلاح النظام العالمي، وتحرير النظام والمجتمع الدولي من هيمنة دول الفيتو. رابط المقال على الفيس بوك