على طول هذا الدرب الممتد من أخمص الروح حتى أصغر رملة في ثرى هذا الوطن الكبير,, وبعد أن بلغت قلوب اليمنيين الحناجر صبراً وتحملاً ودماءً مراقة وهلعاً,, على امتداد الأماني البيضاء بعرض الأرض والسماء يرنو اليمنيون دونما استثناء لمصير صبرهم الجم ولمصير وطنهم الغالي وذلك متمثلاً بمخرجات الحوار الوطني الذي استطاع وبجدارة أن يؤلف بين مختلف الأطياف السياسية والحزبية لما فيه مصلحة الوطن, وأن ينتشل البلاد من سعير اقتتال كان أقرب إلينا من حبل الوريد, ورغم مراهنات المرائين بفشله وسعيهم الخبيث لإسقاطه إلا انه سار بخطى ثابتة رغم كل ما كان يحدث من شد وجذب إلا انه كان يتخطاها بحكمة واقتدار. فعلى قدر عظمة البلاد تكون العراقيل وعلى قدر المصاعب يكون للنجاح مذاق آخر له نكهة القلوب اليمنية الطيبة الصابرة التي كانت تتوسد الهلع رداءً والدمع كساءً خوفاً على تربة زاكية اسمها اليمن من التمزق والفناء. فهل يا ترى سيحصد اليمنيون ثمار هذا الانتظار العظيم والعذاب المهين وطناً حقيقياً فيه من العدل والإنصاف والكرامة والمواطنة والنماء ما يجعلهم يثقون أن صبرهم لم يذهب سدى وأن كل قطرة دم وكل لحظة رعب وموت وقهر وبؤس ومعاناة لم تذهب أدراج الرياح. سؤال ستجيب عليه نتائج هذه المخرجات في تالي الأيام القادمة. ها هو مؤتمر الحوار الوطني قد شارف على الختام غير أن ختامه هذا ما هو إلا بداية لانعتاق وطن وخروجه من تيه ونفق سارد في العتمة والشرور ,, وما هو إلا نقطة في أول السطر لتشكيل وطن ذاق ويلات الحرب والفتن وذاق تمزّق أوردة الولاء وتنامي المذهبية والطائفية والمناطقية وخبث النفوس وتكبد خسائر لا تحصى في الأرواح والأموال والبنية الاقتصادية وفاقم من عذابات البسطاء بفعل مروّجي الحروب من لم يراعوا في وطنهم إلاً ولا ذمة ولا عهداً,, و آن له أن يُنصف من أبنائه ومحبيه.. ها هو الآن على مشارف النهاية بينما نحن نود أن نجد في مخرجاته ما يجعلنا نضع أقدامنا على مشارف الولوج إلى وطن حقيقي يخلو من كهنوت التمزق والإرهاب والفرقة وأن نضع حداً لكمية الصراعات والنزاعات التي ما زالت تشتعل هنا وهناك وتوقد الصدور توحشاً وغلظة ودماراً يراد به تناحراً قد يردي وطننا جسداً له خوار على ضريح تاريخ لا يرحم كل متهاون بوطنه وكل فسل يبيع ثريا بلاده بحفنة سراب,, ولهذا نرتجي أن يعود الأمان إلى الأرض والروح والإنسان اليمني. وعلى مشارف النهاية والبداية نتمنى أن نعرف هل ستكون مخرجات الحوار ملبية لكافة تطلعات الشعب في وطن للحرية والعدل والأمان؟ وهل ستكون انعتاقاً لوطننا من كل ظلم وهمجية وتسلّط وتشرذم, بمعنى هل في مخرجاته بتر نهائي وشافٍ لكل ضلالة رافقت مسيرة الأزمة في اليمن أم أننا سنظل ندور في حلقة مفرغة ونتمحور حول هذه القضايا عمراً آخر ونقبل بأنصاف الحلول الظالمة التي كانت السبب فيما نحن عليه من ويلات وأوصلت اليمن إلى هذا الضياع المروّع؟ هل سيجد بسطاء الناس والذين هم الأغلبية وطناً يؤمهم ويضمن لهم لقمة نظيفة ورغيفاً دافئاً وتربة آمنة وكرامة مصانة وإنسانية حقة وتوزيعاً عادلاً في المناصب والثروة وإعادة الحقوق إلى أهلها وتُرد المظالم وينعمون بالحرية الحقيقية وتتساوى الرؤوس أمام القانون؟ وأهم سؤال هو: هل ستضمن لنا مخرجات الحوار الوطني في نتائجها عندما تُعرض على العالم وعلى المجتمع الدولي أن نرفع رؤوسنا عالياً ونقول بكل فخر: « أنا يمني» أم لا ؟..وهذا هو الأهم.. رابط المقال على الفيس بوك