في عموده اليومي الثابت على أخيرة الجمهورية وتحديداً في العدد الصادر برقم(16008)وتاريخ5 نوفمبر الجاري أظهر الكاتب المبدع أحمد عثمان تعصّباً حاداً لأيديولوجيته الإخوانية وذلك من خلال انحيازه المتطرف للرئيس المصري المعزول محمد مرسي حيث وصفه بالرجل القوي الصلب الذي لا يتزعزع لا لشيء إلا لأنه صرخ في وجه القاضي أثناء محاكمته “أنا رئيسك وأنت باطل والانقلابيون مجرمون».. واعتبر عثمان هذه العبارة فارقاً جوهرياً بين ذل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك الذي أُدخل إلى المحكمة على سرير وبين عظمة مرسي الذي دخل قاعة المحكمة الانقلابية على قدمين وبطريقة خارقة عطلت إجراءات المحاكمة وأصابت الانقلابيين بالذعر الشديد، بل إن عبارته التاريخية - حد زعم الكاتب اليمني - قد قلبت الموازين لتتحول المحاكمة في لمح البصر إلى محاكمة للإنقلابيين أنفسهم. إنها لعمري إحدى المعجزات الإخوانية التي كانت تنقل لنا عبر منابرهم وحلقاتهم العلمية مباشرة وعلى الهواء من ميادين المعارك الدائرة بين دار الإيمان ودار الكفر والإلحاد في أفغانستان مروراً بالشيشان فالبوسنة والهرسك وفلسطين وليس انتهاءً بظهور المعجزة ونفر من الصحابة على منصة شارع الجامعة والذي ألقى خطبة حماسية في الشباب حث المعتصمين فيها على الصمود والثبات والعهدة في هذه الرواية على رؤيا في المنام رآها رجل دين إخواني شهير من الذين لو أقسم على الله لأبرّه...!! لا أضيف جديداً إذا قلت: إن«ابن عثمان» يمتلك حبراً ويراعاً من نوعٍ نادر رفيع الطراز وعليه أن لا يبالغ في إنفاق هذه النعمة على مواخير التعصب وحانات التمذهب وبارات التحزب كما يشي بذلك معظم مقالاته المنشورة خلال الأشهر القليلة الماضية. لا ضير في أن يكون المرء نصيراً لفكرة يراها من وجهة نظره صحيحة لكن على قاعدة لا إفراط ولا تفريط، فالعيب كل العيب أن تتحول الفكرة إلى معبود لا شريك له وحقيقة أزلية لا يجوز التشكيك بها وبعبارة أخرى على المرء أن يتحرّى الإنصاف والانتصاف ولو من نفسه في قراءاته للأحداث لا أن ينظر إليها من ثقب ضيق عصبوي وفئوي. صحيح إننا ضد الانقلابات جملةً وتفصيلاً من حيث المبدأ غير أن ذلك لا يعني الإسراف دون روية لمصلحة الجماعة أو الحزب وأن نطرح العقلانية جانباً وننقاد إلى عواطفنا وأهوائنا وغرائزنا. وقد كان حزب الحرية والعدالة المصري الذراع العسكري لجمعية جماعة الإخوان المسلمين أكثر إنصافاً من أصحابنا عندما أصدر بياناً عقب انقلاب عسكر السيسي تضمّن اعتذار الحزب لشعب مصر عما اسماه «حكم مرسى السيء للبلاد» وهو ماعُدّ في نظر الكثيرين مؤشراً إيجابياً على وجود تيار معتدل في الجماعة بدأ يتموضع بتأنٍ في الواجهة بعد أن اخفق يمين المرشد في استغلال الفرصة الذهبية لحكم “أم الدنيا” نتيجة التصلب والرعونة التي أبداها الرئيس مرسي في مواقفه ذائعة الصيت التي ألّبت عليه الشارع وأعطت الانقلابيين على طبق من ذهب ذريعة سحب البساط بصورة علنيه من تحت قدميه خصوصاً أن الرجل وبدلاً من بناء مصر الجديدة طوبة طوبة وتحقيق 100إنجاز فى100يوم كما وعد به أنصاره في خطابه الحماسي الذي ألقاه عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية أوائل العام2013 وإذا به ينكث ما قطعه على نفسه مختاراً ويتفرغ لإضفاء مسحة مقدسة على قراراته تكون في حلٍ عن أي ةمساءلة قضائية والانصراف لرفع دعائم دستور جديد يوطد أركان حكم الإخوان. وإذاً من هول المفاجأة وجهاً لوجه مع حسني مبارك ولكن في نسخته الإخوانية لذلك أنصح الصحفي القدير أن يكبح جماح قلمه فإن لجمهوره من الطوائف الأخرى عليه حق وليعلم أن قاعدة القراء العريضة التي اكتسبها أثناء وبعد ثورة شباب اليمن بدأت تتآكل ويداهمها السوس تحت وابل قنابل وصواريخ كتاباته إخوانية الصنع. رابط المقال على الفيس بوك