في الرابع والعشرين من نوفمبر 2013م تم التوقيع على اتفاق بين إيران والخمس الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائداً ألمانيا، في مدينة جنيف، وذلك حول الملف النووي الإيراني، وقد وصف الاتفاق بالتاريخي سيكون مقدمة لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وهو خطوة بعد الخطوة السورية التي كشفت وسلمت أسلحتها الكيميائية للهيئة الدولية.. لتصبح عضواً في الهيئة الدولية لطاقة الذرية، وأما الاتفاق مع إيران فقد كان نصراً كبيراً لصمود الشعب الإيراني وصبره على العقوبات تضامنا مع دولته.. حيث تم في الاتفاق التوقيع على النقاط التالية: 1 اعتراف الدول الست الكبرى بحق إيران في إنتاج الماء الثقيل أو اليورانيوم، واستمرار مفاعلاتها بالعمل، إضافة إلى العمل للوصول إلى مواد انشطارية تستخدم في صناعة الأسلحة النووية. 2 إلغاء العقوبات المالية والاقتصادية المفروضة على إيران تدريجياً والإفراج عن الأموال المحتجزة لإيران في الغرب. 3 دخول إيران النادي النووي العالمي أو الدولي.. هذه النقاط الأهم في الاتفاق ..الذي تفهمه الغربيون الولاياتالمتحدة وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا.. لكنه تفهم جاء متأخراً ..فقد شهدت العلاقات الإيرانية الغربية توتراً على مدى السنين الماضية لأسلوب الحوار الغربي في التفاوض مع إيران والذي كان يصر على أسلوب التهديد، والوعيد، واللجوء إلى الخيار العسكري، إذا لم توقف إيران التخصيب، وتقفل مفاعلاتها.. مع أن إيران استجابت للعديد من زيارات التفتيش لمفاعلاتها من قبل فرق من الوكالة الذرية الدولية، وعبر سنين من المفاوضات والتهديدات الغربية والإصرار الغربي على إيقاف التخصيب مقابل الإصرار الإيراني على التخصيب كحق كمن حقوقها مادام للأغراض السلمية، وقد استخدمت إيران في تعاطيها مع الغرب استراتيجية الصبر ..طبعاً مع دعم« روسيا، والصين، والهند» لحق إيران في التخصيب مادام سلمياً ..وقد تحملت إيران شعباً، ودولة العقوبات ..لكنها نجحت في توفير البدائل، ونجحت في ذلك ونجحت في امتلاك قوة الردع لأي عدوان أمريكي متوقع. لقي الاتفاق الإيراني مع الدول الست ترحيباً عالمياً واسعاً ما عدا كيان العدو الصهيوني الذي وصف الاتفاق بالخطأ ..وأنه يلزم الصهاينة بعدم مهاجمة إيران ..مع أنها لا تستطيع ذلك حتى لو لم يتم الاتفاق، لأن كيان العصابات الصهيونية أضعف من أن يهدد إيران بعد وهو أعجز من أن يقوم به...الأكثر فرحاً بالاتفاق محور المقاومة والممانعة سورية، لبنان الوطني العربي المقاوم الذي أثبت أن تحالفه مع إيران من أهم عوامل صموده، وانتصاراته. الاتفاق يعكس فشل سياسة الهيمنة والقوة الغربية، وبالذات سياسة الولاياتالمتحدة التي يظهر أن دوائرها كلفت كيري بالتفاهات في الشرق الأوسط بمعزل عن الرئيس “أوباما” ..كما أن التحولات في الشرق الأوسط بصمود سورية، وصمود لبنان العربي المقاوم، وقيام ثورة 30 يونيه في مصر ..جنباً إلى جنب مع الدعم الروسي الصيني، ومعاناة الغرب مالياً. واقتصادياً واشرافه على أزمة حاده في 2014م.. كلها تعاضدت لتنتصر لايران في هذا الاتفاق ... وانحسار الغرب وبالذات الولاياتالمتحده من الساحة الدولية بفعل انتصار القوى المقاومة للمشروع الأمريكي الصهيوني.. ليبدأ العالم الجديد فعلاً بتوازن قوى جديدة تزداد تواجدا في الساحة الدولية.. بينما تزداد قوى الغرب والصهيونية انحساراً. رابط المقال على الفيس بوك