للأسف الشديد.. أصدقاؤنا وأشقاؤنا بالأمس كانوا أشد الناس عداوةً وكراهيةً للديمقراطية، واليوم يتحدثون عنها في المنتديات وعبر الأثير والفضائيات.. أية ديمقراطية وعدالة وحرية وحقوق إنسانية يتحدثون عنها، وهم أول المنتهكين و الغاصبين والرافضين لها؟.. يرفعون شعاراتها.. ويمجدون أسيادهم.. ويدوسون بأقدامهم كل القيم والمبادئ التي تدعو إلى الفضيلة والحب والسلام والتسامح.. أي بشر هؤلاء؟! ومن أية ثقافة رضعوا..؟! هؤلاء الذين لا يفهمون من الدين إلاَّ اسمه.. ويصرون على أحقيتهم في الولاية والحاكمية.. ويتمسكون حتى الموت بهذه الأفكار الضالة والمزاعم الزائفة.. بل يعتبرونها حقاً مقدساً، ووحياً منزلاً أمر به المولى عز وجل.. نقول لهؤلاء وأولئك الذين يزيّفون جوهر الإسلام وتعاليمه السمحاء.. وشريعته الغراء.. سيرة رسوله العطرة: إن الإسلام رسالة سامية بعيدة كل البعد عن التعصب أو التمذهب أو التشيع.. أما الجماعات المتمذهبة بالأفكار المتطرفة والشاذة والتي تدعو إلى العنف والتسلط والاستبداد باسم الانتماء لآل البيت.. تعبث بدماء الأبرياء.. وتشريد الأسر والنساء والشيوخ.. وتزرع الفتن بين أبناء الوطن الواحد.. وتصنيف الناس بين سيد وعبد فهذا أمر يرفضه الإسلام جملة وتفصيلاً.. يكفي ما جنيناه ماضياً خلال ثلاثة عشر قرناً من الزمان أو يزيد من قهر وتخلف وعبودية.. حتى أصبحنا كقطيعٍ من الماشية في وطن كان مجرد إسطبل لمولانا وسلالته وحاشيته المقربين من الكهنة والمشعوذين. لكن في صور أشخاص مراهقين ثقافةً وعقيدةً، مذهباً.. يحنون لاجترار الماضي.. ربما يوهمون البسطاء والسوقة والسذج من الناس بأنه المهدي المنتظر الذي يملأ الأرض عدلاً وصلاحاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.. مراهق ظن نفسه عالماً وفقيهاً، وتجاهل أنه مجرد مجرم وقاتل.. وسفاح.. ومتزعم عصابة من المرتزقة والمجرمين، والإرهابيين وقطاع الطرق.. شعبنا اليوم أصبح واعياً ومدركاً لما يُحاك ضد الوطن من مؤامرات داخلية وخارجية باسم الشعارات الزائفة.. والمظاهرات المضللة.. فإسلامنا وديننا يدعونا إلى الانتماء والوفاء والإخلاص للرسول الكريم، النبي، القاسم، وليس للسلالة العصبوية أو الإمامة المستبدة.. أو الكهانة الأسطورية. الإسلام بريء كل البراءة من تلك التخاريف والمزاعم الباطلة.. ديننا الحنيف دين شورى بين المسلمين.. ورسولنا الكريم رسول لكافة الناس والبشر.. وهو القائل: «سلمان منا آل البيت».. وكأنَّ هؤلاء أقرب إليه من أعمامه الذين أشركوا بدعوته ورسالته.. ولكن الإيمان بدعوته قرَّبهم إليه أكثر من أعمامه وأقربائه.. مصداقاً لقوله تعالى: «إن أكرمكم عند اللَّه أتقاكم» ولم يقل القرآن الكريم: أعلاكم نسباً أو سلالة أو حسباً.. لم تكن هناك في عهده ثقافة السلالة أو القرابة.. ولا مصطلح الإمامة والولاية المطلقة.. ولا مفهوم الحاكمية المقدسة لآل البيت.. ماذا يريد هؤلاء اليوم بعد أن نبذهم شعبنا قروناً من الزمان..؟!! أية عقيدة هذه التي يدعون إليها..؟! ويبررون أنهم على حق وما دونهم على باطل.. ويعرضون الوطن والنسيج الاجتماعي للأخطار والفتن والأزمات؟.. أية مبررات تجعل هؤلاء المرتزقة يكيدون للوطن والشعب مئات الملايين من الدولارات، ويعملون على مضاعفة هموم وأزمات الوطن والمواطن خاصةً في ظل الأوضاع الخانقة التي تمر بها البلاد. إن الحرية والديمقراطية والمساواة يجب أن توظف في مسارها الصحيح، ولا ينبغي التهاون مع هؤلاء المراهقين الذين لا يفهمون من الإسلام إلا اسمه ورسمه.. فلنترك تلك الأساطير وثقافة القرون الوسطى التي لا تمت إلى الدين بصلة ولا يقبلها الله سبحانه وتعالى ولا رسوله الصادق الأمين.. فهو القائل «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».. فلا تعرضوا الوطن لفتنة شعواء يكون وقودها أنتم وزبانيتكم الذين غرتهم الأماني.. فسلكوا طريق الارتزاق تحت راية السلالة المتمذهبة.. والولاية الزائفة.. فحبّ الوطن أولى من كل هذه الخزعبلات. رابط المقال على الفيس بوك