بعد مضي ثلاثة أعوام على ثورة الشعب الشبابية السلمية في ال11 من فبراير الخالد وبعد النجاحات المتميزة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل من خلال تلكم المخرجات التي جاءت مواكبة لكل التطلعات والأماني الوطنية.. بعد أن أثبت اليمانيون في جلساتهم الحوارية بأنهم قادرون على صنع الغد المشرق وقادرون على دحر كل المؤامرات والتحديات بعد أن راهن البعض على وصول المتحاورين إلى نقطة اللا عودة وعدم الاتفاق، إلا أن الحكمة اليمانية برزت بقوة وجلاء عبر المخرجات التي أدهشت كل المراقبين على المستويين الإقليمي والدولي وباركتها كل الدول الراعية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وحسب الرئيس عبده ربه منصور هادي فإن شعبنا ومنطقتنا والعالم ينظرون إلى اليمن باعتباره صانعاً للفرادة والاستثناء من بين الشعوب التي هبّت عليها رياح الربيع العربي ولكي نحافظ جميعاً على ذلك الانتصار التاريخي والوطني الكبير فإننا مطالبون بضرورة الوقوف الجاد والحازم في وجه كل من يحاول وضع العراقيل والمعوقات الرامية لإفشال دولتنا الاتحادية المنشودة وأننا على ثقة كبيرة في أن شعبنا العظيم وقيادتنا السياسية متمسكون بذلك الانتصار التاريخي وسوف يواصلون السير بكل قوة وثبات في سبيل الإنجاز الكامل لكل الأهداف التي يتطلع إليها كل الوحدويين والشرفاء في طول البلاد وعرضها، كما أننا على ثقة كبيرة في أن كل القوى الثورية سوف يكون لها الشأن الأعظم في التصدي لكل من يسعى لتشويه الإنجاز الوطني الكبير الذي تحقق وبأن القوى الثورية سوف تكون في قادم الأيام خير سند لأن تصبح المخرجات بإذنه تعالى أكثر قيمة وإيجابية على طريق التطبيق العملي والميداني في أرض الواقع لمجمل تلك المخرجات وبما يتلاءم مع تلك التضحيات الجسيمة التي قدمها شعبنا العظيم منذ ال11 من فبراير وحتى اليوم حينما وهب الشباب أرواحهم ودماءهم رخيصة في سبيل الوصول إلى الأهداف السامية التي جعلتهم يخرجون من أجل تحقيقها إلى كل ساحات الحرية والتغيير حتى يتحقق لثورتهم الشبابية السلمية التي أعادت للثورة السبتمبرية الأكتوبرية بريقها المفقود مجمل الغايات المنشودة. وفي ظل هذه الظروف الصعبة والمعقدة التي يعيشها الوطن وفي ظل كل الأشواك التي يحاول المتسلّقون زرعها على طريق التغيير لابد لنا جميعاً وفي المقدمة الحرائر والأحرار الذين أسهموا بصمودهم وتضحياتهم في إسقاط النظام الذي جثم على صدر الوطن طويلاً ومازال مستمراً في محاولاته اليائسة الرامية لإغراق الوطن وإحباط مسيرته النضالية وفي هذا الإطار لابد لنا جميعاً أن ننظر بعميق لتلك المعاني العميقة والمخلصة التي برزت في المفردات الوطنية التي تضمنتها تلكم الكلمة التاريخية لفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي خلال الاحتفاء بالعيد الخالد لثورة ال 26 من سبتمبر المجيدة عام 2012م، حيث قال: عجلة التغيير مضت بقوة صوب المستقبل ومن يحلم بعودتها إلى الوراء واهم ولا يعي حقائق التاريخ. وهنا نقول لأولئك الواهمين: ألم يأن الأوان كي تتخلّوا عن أحلامكم المريضة والمدمرة بعد أن بدأت ملامح التحالفات المشؤومة والمقززة مع الحالمين بعودة الحكم السلالي تلوح في كل الآفاق؟. وعموماً أياً كانت محاولات من يسعون إلى إعادة العجلة إلى الوراء فإنهم مع كل محاولاتهم سوف يتحطمون عند أسوار الوعي الثوري للحرائر والأحرار والثائرات والثوار وعند أسوار الوعي الشعبي الذي ازداد عمقاً وألقاً منذ ال11 من فبراير الخالد.