كلّما أشرقت الأيام يلوح بصيص أمل بأن القادم أجمل، ومع تماهي دلال أنداء البكور وترانيم أغاني الطيور، تعزف الحياة سيمفونية الأداء لتباشير أحلام، هي بمثابة بقايا أو جديد اليوم أو الأيام التي رحلت عنا، هكذا تغسل أضواء البكور واحات الأمل بأنوار قدومها، رغم استحياء خيوط الشمس بما تحمل من بشائر، لربما قد لا تسر، كلما كان الانتهاز جزءاً من متنفس صباحيات الوطن، لكنا سنظل نوقد أحاسيس مشاعرنا، وطهارة ما ترنو إليه أبصارنا من عطر القصد وحلم الانتضار والانتصار، سنظل على مواعيد الأمل لا يبارحنا الفرج، وكلما انطفأت أضواء الشموع لتغرق ليالينا بالحزن، سنكون على موعد وصال وأضواء الليل القمري، نرسل في أجوائه آهات وأنات الوجع وأحلام الغد، ونسكب أحرفنا على واحته ، لتصل نوايا مقاصدنا، إلى منتهى الخير الذي نتمناه، ورغم الألم سنعزف على وتر العشق القمري مراسيم اللقاء، ونسجع على خدوده ألحاناً تغني للمراعي، للحب، للأرض، للفراق والوصال، وللشحرور أيضاً، وعلى أضواء قلعة القاهرة العاشقة لليالي القمر الخافتة ودموع ليالي الحزن، ليالي الشتاء، سنقف على موعد، تتجلّى فيه مراسيم الدلال الربيعي ،لنحتفل سوياً في الحالمة تعز، بيوم الفن وبزوغ فجر افتتاح كلية الفنون الجميلة بجامعة «تعز». وفي مقال سابق والمهدى للحالمة «تعز» ومحافظها «شوقي احمد هائل»، والمنشور في صحيفة الجمهورية السبت 26 مايو2012، تحت عنوان :الحالمة تعز تمتشق قوامها ووشاح ألوان الحياة جزء من نقوش قلادتها. تمنيت أن تكون تعز واحة فن، ولسان حال الوطن برمته من خلال ما تقدمه من تنوع وتناغم في شتى مناحي الحياة، حينها كم تفاخرنا بعطاء البدايات في المشروع الأكاديمي التربوي «تعز ألوان الحياة»، و الذي أراد من خلاله الفنان الأكاديمي «د.مفيد نعمان اليوسفي» إحياء مادة التربية الفنية في مدارس تعز أنموذجاً، ومن ثم تعميم الفكرة، إضافة إلى شحذ همة قيادة المحافظة والدفع نحو افتتاح ركن للفنون الجميلة، كإضافة طبيعية إلى كليات جامعة تعز، ورغم الوعكة التي أعاقت برنامج تعز ألوان الحياة، والذي اختطف، ولم يصل إلى منتهى هدفه، إلا أن حرص الفنان التشكيلي الدكتور اليوسفي، جعل من الحلم بشائر تنتظر الفرج، كي تكون جامعة تعز حاضنة للفنون الجميلة، ونشد بيد الأستاذ شوقي أحمد هائل، على أن يبقى على إشراف ومتابعة مباشرة، بما تم انجازه وما تبقى من تصورات وبرامج بهذا الخصوص، كي لا يتبخر المشروع ، بخاصة بعد إبداء منظمات للمساهمة لإنشاء مباني كلية الفنون الجميلة «جامعة تعز»، وكم سررت عندما أخبرني الدكتور اليوسفي بأنه تم الانتهاء من وضع تصور ومنهج لقسم الفنون والذي يشمل أربع شعب رئيسة تؤسس لكلية الفنون الجميلة، وعلى ما يبدو من خلال صراعات جلب المنافع، أن بعض الإخوة الدكاترة، بما فيهم رئيس الجامعة يبحثون عن تمويلات ونثريات، ومشاريع ورش لا مشاريع عمل أكاديمي لرفع مستوى الأداء النوعي والتخصصي بجامعة تعز ،والذي يستحق الالتفات ليحمل بصمات فكر أكاديمي، بعيداً عن صراعات التصادم والتجاذب المصلحي والحزبي، والذي أفسد حياتنا وأزكم الأنوف بجحيم الكراهية والفتن، نعم أيها الكرماء الفن لا يحتاج إلى مبادرات كونية لاحتضانه، قدر حاجته إلى قلوب طاهرة تحمل في طياتها مزهريات تونع حباً، إلى المحافظ شوقي رسالة الفن، رسالة وطنية وإنسانية بامتياز، وهي تعبير عميق عن رقي وتقدم الشعوب، لا تقل شأناً عن الرسائل الفكرية في شتى العلوم المعرفية، وأي شعب لا يتحسس موطن الجمال في أداء مسيرته الحياتية، هو شعب يغتال الزهور ويزرع أشواك الحقد والكراهية حيثما يكون للفن ضدية جهل وقهر ينتصر لأشواك الظلام. وبعيداً عن صيغ التباينات والتجاذبات، أرجو من الأخ المحافظ الالتفات لإزالة كل المعوقات التي تعترض افتتاح قسم الفنون الجميلة، مع لفتة كريمة من شخصك وفسحة وقت للقاء بالأخ الدكتور مفيد اليوسفي، لشرح أهم المعوقات التي تقف ضد افتتاح قسم الفنون الجميلة بتخصصاته المختلفة، والانتصار لكرامة المشروع وصاحب الفكرة على حد سواء، أملنا تذليل كل ما يعترض مسار المشروع من ترهات للبعض أو خصخصة حزبية وصراعات بلهاء، والله من وراء القصد، ونتمنى من الله أن يكون عوناً للشرفاء والمخلصين في وطننا الحبيب اليمن.