الموت يطاردهم في الشوارع والطرقات.. ويباغتهم في المواقع والثكنات.. تترصدهم آلة القتل والإجرام في كل مكان.. وتستهدفهم قوى الشر والإرهاب فرادى كانوا أو جماعات. تعددت طرق قتلهم واغتيالهم والهدف واحد.. فتغتال أحلامهم رصاصة قناص.. وأخرون حصدت أرواحهم الدراجات النارية.. أو العبوات الناسفة.. والسيارات المفخخة.. وأحياناً يأتيهم القتل زاحفاً إليهم في ثكناتهم العسكرية لأبساً ثياب العسكر، لينشر الإرهاب والفوضى والإجرام.. إنهم رجال الأمن وأبناء جيشنا اليمني.. تزهق أرواحهم يومياً بحقد وانتقام على مرأى ومسمع وصمت وتخاذل الجميع.. وفي ظل تراخي الأجهزة الأمنية.. تغتال كوادر وصفوة رجال الأمن وأبناء القوات المسلحة والجميع يلتزم الصمت.. إلا من التعاطف بحسب عدد القتلى والجرحى. ولم يقتصر الأمر على القتل والتصفية وحوادث الاغتيالات بحق ضباط ورجال الأمن، بل تطورت آلة القتل والإرهاب وبدأت تهاجم المناطق العسكرية والمواقع الأمنية وارتكبت بحق جنودنا المجازر البشعة والدامية، كتلك التي حدثت في “دوفس” أبين، وجريمة السبعين، ومجمع الدفاع “العرضي” وحادثة اقتحام السجن المركزي في صنعاء.. والمنطقة العسكرية الرابعة في عدن، وقبلها المنطقة العسكرية الثانية.. وكذلك ما حدث أخيراً من هجوم إرهابي على نقطة أمنية لقوات الجيش في “المضي” حضرموت واسفر عن مقتل 20 جندياً.. وغيرها كثير من الأعمال الإرهابية التي تستهدف رجال الأمن والجيش، وفي كل عمل إرهابي يسقط رجال الأمن والجيش قتلى وجرحى وهم يؤدون واجبهم الوطني في مواقع الشرف والفداء، دفاعاً عنا، وعن أمن الوطن واستقراره. نراهم يرابطون في السهول والجبال والوديان.. وفي الجولات.. يقاسون البرد والأهوال.. يحرسون المنشآت ويسهرون على راحتنا وأمننا إلا أن يد القتل والإرهاب تخطفهم بغدر وحقد وإجرام. ما يحدث لقواتنا المسلحة ومؤسساتنا الأمنية ليس فقط اختراقاً لها بل يدل على ضعف هيبة الدولة وتراخي أجهزتنا الأمنية، إذ أصبح دورها الدفاع وصد المهاجمين بدلاً من أن تهاجم بؤر الإجرام وعصابات القتل . لماذا كل هذا السكوت والصمت حيال ما يجري بجيشنا اليمني.. أين دور الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وهي المسئولة وحدها عما يحدث لماذا لا تكشف للرأي العام حقيقة هذا العابث بأمن الوطن والمواطنين. أين دور الأحزاب السياسية والقوى الوطنية.. وأين دور العلماء ورجال الفكر لإيقاف نزيف الدم اليمني.. أين دور شباب الثورة والمكونات الثورية الوطنية إزاء هذا القتل الممنهج لرجال الجيش والأمن.. ماذا عملنا لهم.. سوى التخاذل والنكران وعدم الوقوف معهم، وكأن رجال الجيش والأمن لابواكي لهم.. إلا من برقيات التعازي والمواساة تتصدر الصفحات الأولى. هل خرجت يوماً مسيرة أو مظاهرة واحدة تندد بما يحدث لهم، هل رأينا وقفة احتجاجية تشد من أزرهم.. وتتعاطف معهم.. وتندد باستهداف القوات المسلحة والمؤسسات الأمنية، لأنه استهداف للمجتمع بأكمله؟!. ستظل آلة القتل والغدر والإجرام تحصد أرواح جنودنا الأبرياء، وسيظل القاتل يمارس هوايته التخريبية مالم يقف المجتمع بأطيافه وشرائحه بوعي شعبي وتكاتف مجتمعي، شريطة أن تتعامل الدولة بحزم وجدية مع كل من ينتهك أو ينتقص من هيبة الدولة، وتعيد الثقة للشعب والجيش معاً.