تكوين اللقاء المشترك كان بمثابة الشرارة الأولى التي أطاحت بقادة النظام السابق ومهد الطريق لقيام الثورة الشبابية السلمية في 11 فبراير 2011م. والمتأمل اليوم وبعد أكثر من ثلاث سنوات من قيام الثورة الشبابية يجد ان اللقاء المشترك الذي كان الأمل ان يبقى قوياً ومتماسكاً حتى تحقيق أهداف الثورة الشبابية وأهمها هدف بناء الدولة المدنية الحديثة بدأ يتهاوى وينزلق نحو التفكك والانشطار فما الأسباب لذلك؟ وهل نجح معارضو اللقاء المشترك في تفكيكه؟ ومن المستفيد ومن الخاسر فيما وصل إليه اللقاء المشترك اليوم؟ هل يعود السبب إلى عدم وجود رؤية أو مشروع موحد للقاء المشترك لمجمل القضايا الوطنية؟ هل شجعت الأحداث الأخيرة في جمهورية مصر العربية بعض القوى داخل اللقاء المشترك على المساهمة في تفكيكه؟ لماذا سمح لبعض القواعد في بعض الأحزاب الخروج عن رؤية قادتها وتوجهاتهم؟ هل هناك دور إقليمي ودولي باتجاه ذلك التفكك؟ هل نجح الآخرون بإعادة اختلافات الماضي وأحداثه بين أحزاب اللقاء المشترك إلى السطح مرة أخرى؟ للإجابة على تلك الأسئلة نقول: ان المستفيد الأول من تفكك اللقاء المشترك هم أعداء مشروع الدولة المدنية الحديثة والحالمون بعودة عقارب الساعة إلى الوراء وان الخاسر الوحيد من ذلك التفكك هو الوطن ومشروعه الحضاري , ونعتقد ان أحزاب اللقاء المشترك ستخسر كثيراً من هذا التفكك ان حصل فعلاً وسيدفع كل حزب فيه ثمناً باهظاً وعلى قدر مساهمته في ذلك الانهيار والسؤال الآن هو:هل دخل اللقاء المشترك فعلاً غرفة الإنعاش؟ وهل أصبح عودته إلى سابق عهده ميؤوساً منه؟ نعتقد انه مازال ممكناً ضخ الدماء في قلب اللقاء المشترك ومازالت عودته ممكنة وخروجه من غرفة الإنعاش سالماً ولكن بشروط أهمها: الدعوة إلى اجتماع عاجل لقادة اللقاء المشترك والجلوس في مائدة واحدة لمناقشة أوضاع هذا التكوين السياسي الذي مازال شاباً ومعرفة أسباب مرضه والخروج برؤية موحدة للفترة القادمة تعلن للجميع ويلتزم بها كافة قواعده والخروج بقرار يوقف الحملات الإعلامية المتبادلة بين مكوناته وتوحيد الإعلام مع وحدة الرؤية مع وحدة الهدف. خلاصة القول: إننا ننصح قادة اللقاء المشترك وقواعده بأهمية بقاء التكتل السياسي موحداً على الأقل حتى نهاية الفترة الانتقالية الثانية من أجل الحفاظ على مصالح الوطن العليا وعلى الحفاظ ومراقبة والمشاركة في تحقيق أهداف الثورة الشبابية وفاء لتضحيات الشهداء. على قادة المشترك وقواعدهم ان ينتبهوا إلى ان هناك من يحاول إعادة الأساليب البالية والتي عفى عليها الزمن من خلال إعادة الصراعات السياسية ونبش الماضي بسلبياته وخلافاته من أجل القضاء على هذا المنجز الذي أضاع أحلامهم وقضى على مصالحهم وفسادهم وعليهم جميعاً ان يدركوا ان الأحداث الأخيرة في مصر لن تحصل بالضرورة في اليمن لأسباب معروفة وهي عدم تطابق الوضع السياسي والقبلي والعسكري بين اليمن و مصر. وأخيراً لابد من القول: ان بقاء اللقاء المشترك موحداً قوياً وصاحب مشروع متفق عليه لمستقبل اليمن في السنوات القادمة هو مسؤولية وطنية وان العمل على تفككه وانهياره يعتبر خيانة لمصالح الوطن وخيانة للتضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب اليمني خلال ثوراته المتعاقبة وإننا نحذر من ان فشل مشروع بناء الدولة المدنية الحديثة في هذا الوقت وضياع الفرصة السانحة اليوم والتي باتت في متناول اليد والتي لن تتكرر إلا بعد زمن طويل سيتحمل مسؤوليتها أولاً وأخيراً قادة اللقاء المشترك , وان عليهم ان يدركوا ان بقاء اللقاء المشترك هو بقاء لتحقيق حلم اليمنيين في كل مكان في بناء دولتهم المدنية دولة النظام والقانون وتحقيق العدل والمساواة وأن انهيار اللقاء المشترك وموته هو في النهاية موت وانهيار لأحزاب اللقاء أولاً وأخيراً ولن يقبل الشعب اليمني مستقبلاً بأحزاب أضاعت حلمه وهو في متناول اليد.. رابط المقال على الفيس بوك