اللجوء إلى الفوضى وتعطيل الحياة؛ من وسائل العاجزين عن الوفاء بإنجاز الالتزامات بسبب انعدام الخبرة في الإدارة أو المشاركة فيها بالشكل الصحيح؛ ولذلك لم يعد لذلك الفعل من مدلول غير العبث والبحث عن مبرّرات العجز الكلّي في الإدارة؛ ولأن بعض القوى التي تربّت على التخريب والتدمير لا تجيد إلا صناعة الخراب والحيلولة دون تحريك عجلة التنمية؛ ولأنها لا تدرك أكثر من ذلك ولا تمتلك رؤية استراتيجية لبناء الدولة؛ فإنها تفعل ما تربّت عليه وهو المعارضة من أجل المعارضة، ولم تدرك تلك القوى أنها اليوم مازالت في السلطة وأنها بممارسة الخراب والدمار إنما تعيق نفسها بنفسها. إن القوى السياسية غير القادرة على إدارة شؤون الحياة السياسية تقدّم براهين عملية على أنها لا تجيد البناء والإعمار، ولا تحقّق الإنجاز أو تقدّم الأفضل على الإطلاق؛ لأن من تربّى على شيء شاب عليه، ولذلك ينبغي أن ندرك أن بعض الرموز قد تعوّدت خلال مراحل حياتها أن تكون مجرد أداة تنفّذ ما يريده الغير ولا تستطيع أن تبدع أو تقدّم الجيد النافع للصالح العام؛ بمعنى أنها ما وجدت إلا لتحقيق المنافع الخاصة جداً. لم يعد من المعقول السكوت عن ضياع مؤسسات الدولة وانهيار مقدّرات البلاد والعباد بسبب عبث عشّاق للفوضى والدمار الذين أثبتوا للعالم أنهم لا يجيدون أكثر من التخريب والإعاقة للحياة العامة ونهب خيرات البلاد والعباد. ومن أجل ذلك ينبغي على الشعب، كل الشعب أن يصرّ على إنجاز الدستور والاستفاء عليه من أجل الوصول إلى الانتخابات العامة التي تكفل حق الاختيار الحر للأفضل والأكثر كفاءة وخبرة من أجل يمن خالٍ من الادعياء والأوصياء الذين يحاولون العبث بالبلاد والعباد؛ ولأن الانتخابات هي الطريق الآمن لمستقبل أفضل بإذن الله.