ثمة فرق بين الرأي والمعلومة لا يعلمه إلا الراسخون في الأدب والثقافة واحترام الآخر. الرأي: تعبير حول قضية معينة بكلام لا يحتمل الصدق أو الكذب وقوته أو ضعفه ناتجان عن الرصيد الفكري والثقافي والمعرفي لصاحب الرأي. أما المعلومة: فهي كلام يحتمل الصدق أو الكذب ونحتاج إلى دليل لإثباتها. قانون الرأي والمعلومة من حيث أنه واضح فهو فعلاً واضح ومفهوم للجميع أما من حيث تطبيقه على كل ما نقول ونكتب هنا يصبح القانون السهل الممتنع فكثيراً كثيراً ما نقع في فخ المعلومة ونحن نظن أننا نقول رأياً. هناك قاعدة صحفية تقول (الخبر مقدس والتعليق حر) هذه القاعدة هي تفسير لهذا القانون الذي نتحدث عنه، فالخبر هو المعلومة والتعليق هو الرأي إلا أن هذه القاعدة أخص وتعني بجانب الصحافة والعمل الصحفي وقانوننا أعم لابد من محاولة تطبيقه وتثقيف مجتمعاتنا بأهميته حتى نصبح مجتمعات محترمة ومتعايشة. كثيراً ما نشاهد مقابلات تلفزيونية أو نقرأ تقارير صحفية ثم من خلال هذه المقابلة أو التقرير نحكم على الصحفي بالانتماء لطرف معين، نحن محقون في ذلك إلى حد ما، لأن صديقنا الصحفي خالف قاعدته المفسرة لقانوننا الذي نتحدث عنه وحشر رأيه في التقرير الصحفي أو مال إلى أحد ضيوفه في البرنامج الحواري وهذه واحدة من أهم مشكلاتنا وهي عدم حيادية واستقلال الإعلام. بعد أن توفي النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاءت الخلافة الراشدية كان الناس إلى حد كبير ما زالوا أنقياء ويُفرقون بين الرأي والمعلومة حتى ظهر من يكذب على رسول الله وينسب إليه مالم يقله لأجل هذا انتشرت بين العلماء عبارة (سمُّوا لنا رجالكم ) تُقال لكل من يحدث عن رسول الله، هذه العبارة هي تفسير آخر أيضاً لقانون الرأي والمعلومة.. نقرأ ونرى أخباراً كثيرة تتصدرها أحياناً عبارة صرح مصدر مسئول رفض ذكر اسمه لو طبقنا قانوننا على هذه الأخبار التي تملأ الكثير من وسائل الإعلام التقليدي والجديد لكان أقل توصيف لها أنها (أسواق لبيع الكذب وتخويف الناس) لأنها خالية إلى حد كبير من الأدلة وأغلبها تكهنات وتخرصات. قبل أن نتكلم أو نكتب لابد أن نسأل أنفسنا: هل هذا الكلام رأي أو معلومة؟ فبتطبيق قانون الرأي والمعلومة سنقترب من الحقيقة أكثر، سنحترم بعضنا أكثر، سنعرف كم كنا ساذجين عندما أطلقنا تلك الاتهامات على الناس بغير دليل ولا برهان.. بقانون الرأي والمعلومة سنصمت أكثر، سنبحث أكثر، سنتعايش أكثر، سنحب أكثر، سنشغل أوقاتنا بقضايا أهم، قراءة، كتابة، بحث عن أدلة حقيقية ومُقنعة لكثير من المعلومات. [email protected]