(وفيما لم تُعرف أسباب إقدام الفتاة على رمي نفسها ، إلا أن المصادر أوضحت أنَّ الطالبة «م . المخلافي» يتيمة الأب وتعاني من ضغوط نفسية بسبب وضعها المادي تجاه سداد رسوم الدراسة في الجامعة. ) كان ذلك المقطع الأخير من خبر إحدى طالبات جامعة تعز في يمن الإيمان والحكمة .. يمن المحبة والإحسان .. يمن الأمان والسلام .. يمن الرحمة والألفة ومدّ يد العون للمستحقين وخصوصاً الأيتام الذين لا يدرك أوجاعهم إلا خالقهم جلّ في علاه . هل هذه الطالبة غبيّة حتى ترمي بنفسها من علوّ؟ لا والله .. هل هذه الطالبة مريضة نفسياً حتى تضحّي بحياتها؟ لا والله .. هل هذه الطالبة تكره ذاتها لحدّ التخلّص منها ؟ لا والله ... إذن ما الذي يحدث ؟ لو كانت غبية لما كافحت لتواصل تعليمها الجامعي .. ولو كانت مريضة نفسياً لما قررت أن تضع حداً لهذا العبث المريب الذي تراه يومياً أمام أعينها دون أن يوقفه أحد من بائعي الأوهام .. ولو كانت تكره ذاتها لانتقمت من الآخرين في جامعتها أو بعقر ديارهم المطليّة بالزيف والحضور في كل شيءٍ إلا الإحساس بالإنسانية المكلومة . يا الله .. هذه الفتاة تكافح في إصرار لا ندري كم دفعت من دم قلبها طوال سنوات نضالها حتى تصل للمرحلة الجامعية .. ومع ذلك المجتمع من حولها لا يشعر بوجعها ؟ ولا يهتمّ لأمرها كاهتمامه حتى بقطعة جهاز يضيفها إلى منزل أحدهم يفسد ما تبقى من أخلاق عائلته ..! ما الذي يجري في هذا البلد غير السعيد ؟ كلنا نفقه الجواب .. والكثير منا سيقول هناك الأكثر مأساة من وجع هذه الطالبة .. أقول نعم .. لكن هذه الطالبة فاقت الكثير بوجعها لأنها تحمّلت وجع الجوع في سنيها وما زالت .. وتحملت وجع اليتم ما مضى من عمرها وما زالت .. وتحملت صلف المجتمع من حوالها وما زالت .. فهي كومة أوجاع من الأوجاع التي تتحدثون عنها .. وفوق كل ذلك تواصل تعليمها لتفيد نفسها وتنفع هذا المجتمع الموبوء بالحروب العبثية وبالمكاييل السياسية التي لا علاقة لها البتة بأي إنسانية في هذا الوطن . [email protected]