المفاهيم الإنسانية والمعاني الربانية لشهر رمضان تحتاج إلى الإيمان المطلق بالمعاني والدلالات غير المحدودة لمفهوم الأخوة الإنسانية انطلاقاً من قول الله سبحانه وتعالى:{يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} صدق الله العظيم الأمر الذي ينبغي معه الوقوف أمام أعمال الخير التي تقوم بها بعض الجمعيات التي للأسف جعلت من الحزبية المقيتة معياراً لتقديم المساعدة وترك من هو في أمس الحاجة إلى تلك المساعدة وخصوصاً في الأماكن المكتظة بالسكان. الواقع إن مثل ذلك التصرف غير الإنساني لا يمت بصلة إلى جوهر الإسلام عقيدة وشريعة ولا علاقة له بالمبادئ والقيم والإنسانية، بل إن ذلك التصرف يعد تمرداً على جوهر الإسلام الحنيف وكل الشرائع السماوية والأرضية وتعدياً صارخاً لمكارم الأخلاق التي عرف بها اليمنيون وجاء الإسلام الحنيف ليتممها، ومادمنا في الثلث الثاني فينبغي أن يدرك القائمون على تلك الجهات والجمعيات أهمية الرحمة ومدلولاتها الربانية ومعانيها الروحانية، ومن ثم العمل على ترجمة المفهوم الرباني الروحاني على أرض الواقع والكف عن الاشتراطات التي يفرضها البعض والتصنيفات الهمجية التي يمارسها البعض في مجال فعل الخير. إن استغلال الشهر الكريم ينبغي أن يقوم على الإدراك الواعي لمفهوم الرحمة، لأن ذلك الفعل يترتب عليه مهام الثلث الثاني من الشهر الكريم المتعلق بالمغفرة، ولا يمكن أن ينال المغفرة من لا يدرك المعاني الربانية والروحانية لمفهوم الرحمة، ولذلك ندعو الكافة إلى مراجعة التصرفات وإخضاعها لمفهوم الرحمة لكي تتم التهيئة للدخول في الثلث الثاني وقد تحققت الرحمة لنصل إلى المعاني والدلالات الربانية والروحانية لمفهوم المغفرة. إن إدراك الرحمة يتطلب من العقلاء والحكماء العمل على نزع فتيل الفتنة وإيقاف نزيف الدم وإطفاء لهيب النار بين الفئات المتصارعة، ولعل ذلك من أعظم المعاني الروحانية الربانية وهو حقن دماء الناس والحفاظ على الأرواح والأعراض والأموال، ومن أجل ذلك نظل نكرر الدعوة للعقلاء والحكماء داخل تكوينات القوى المتصارعة والتصالح رحمة بالناس والتزاماً بجوهر الإسلام عقيدة وشريعة والأمل معقود على كل الخيرين والشرفاء بإذن الله.