بقي الإرهاب يعيث في أوطاننا رعباً وقتلاً وتخريباً، وبقي الإسلام عذراً ومبرّراً للقتل وإشاعة الموت في أراضينا، وبقينا حائرين، ترى من أي الفريقين نحن؟!! كبرنا ونحن نعرف أن الإسلام دين رحمة وإخاء ومحبة، وأدركنا أن ما يقوله دعاة الإرهاب إنما هو كذب وزور وليس من روح الإسلام في شيء، لأنه وببساطة لم نرَ في التاريخ الإسلامي “السالب منه والموجب” من قد فعل ما يفعل هؤلاء، ولم يسطّر لنا التاريخ بسواده وبياض صفحاته مثالاً يُقتدى به لنتّبع هذا المنهج، فمن أين أتيتم بهذا الفكر وكيف صدّرتموه إلينا؟. من المفارقات الصعبة والغريبة أن كل من تم قتلهم هم من المسلمين، وأن الدول التي يتم قتلنا من أجلها أو بسببها بقيت خارج حدود هجمات ودمار هؤلاء الإرهابيين، وأنهم وعبر تاريخهم الدموي العريض لم يمسوا حتى طائراً يطير في سماء هذه الدول، فكيف تقاتل هذه الدول وهم حتى لم «يشوكوا» حتى شوكة بسببكم؟. بقي القتل في المسلمين، واستمر الدمار لبلاد المسلمين، وكُتِب الرعب والخوف والترهيب على المسلمين والقاطنين على تراب المسلمين، فهل كل هذا محلل ومباح في شرعيتكم؟. دخلت غزة في حرب مدمرة بكل المعاني الإنسانية والمدلولات الكونية، واستمرت الحرب 51 يوماً كانت بالنسبة لأهل غزة 51سنة ضوئية، وقبلها مرت سنون عجاف تعاني فيها غزة من الحصار والقتل الممنهج، ومعها القدس وكل شبر في فلسطين، واستبيح المسجد الأقصى وأحرق وأُحرقت الكنائس والمعابد، فلم نرَ هناك “داعش” ولا “النصرة” ولا غيرها من الجماعات المرابطة للقتل والتدمير في سوريا، ولم يحاول فرد من عناصرها اقتحام الأسوار أو حتى فكّر أن يتجاوز السياج إلى تل أبيب أو حتى حاول إطلاق أو رمي رصاصة واحدة باتجاه إسرائيل. فبالله كيف نصدّق أنكم تقاتلون إسرائيل، مع أنكم في العمق الاستراتيجي لها، في قلب الجولان ولم تطلقوا حتى ألعاباً نارية، كيف تدمرون سوريا ومقدرات الشعب السوري بحجة الجهاد في سبيل الله، وأحرقتم الأخضر واليابس، وإسرائيل على مرمى حجر منكم، ولم تقولوا لها أفٍ، فالمناطق الحدودية معها كلها تحت أيديكم وبسطتم سيطرتكم عليها لماذا لم نسمع أنكم قتلتم حتى فأراً يهودياً؟. شيئ محيّر للعقول!! إلى القاعدة في جزيرة العرب: ما زال إخوانكم “الدواعش” في سوريا يسرحون ويمرحون، ويتسلّون بالخراب والدمار والقتل والذبح، ويصلهم الدعم من كل حدب وصوب، لهذا نلفت انتباهكم إلى إنكم على نقاط التماس مع العدو الصهيوني فلتضربوا منهم كل بنان، ولا يوجد أي مبرر لقتل المسلمين من الآن وصاعداً، فكل ما يمكن أن يتيح لكم قتال العدو الصهيوني أصبح تحت أيديكم ورهن إشارتكم، فلا يوجد في المناطق التي سيطرتم عليها عملاء غيركم، فلتريحونا ولتريحوا أنفسكم فقد منّ الله عليكم أن أوصلكم إلى عقر دار اليهود، فخذوا حذركم وطبقوا فيهم شريعتكم، فلا داعي لقتل من نطق بالشهادة وهو في بطن أمه جنين. [email protected]